أمنياتنا لـ"الأحمر"

 

سارة البريكي

sara_albreiki@hotmail.com

 

عندما تتراقص القلوب وتتمازج الألحان وتغرد الطيور وتتصاعد الدعوات وتلهج الألسنة بالدعاء للأحمر العماني فإننا في معزوفة أنيقة عنوانها التفرد والنجاح والفوز والمضي قدما لرفعة اسم السلطنة عاليا.

هكذا عودنا الأحمر منتخبنا الوطني وكعادته بدأ هذه البطولة بخطواتٍ ناجحة رغم أن البعض قد شكك كثيرا بمستواه إلا أننا بقينا واثقين به نرى فيه الصمت الذي يسبق العاصفة والبحر الهائج والجبل الراسخ لست هنا بصدد التحدث عن التقنيات الفنية والتكتيكات التدريبية لأنني لست بمدرب وقد أكون لا أفهم تلك اللغة الجميلة التي تتحدث بها الكرة إلا أنني أفهم لغة الملاعب وما يدور هناك جيدا وكنت أقول إن الأحمر سيجتاز الجميع وسيصعد وحدث ذلك حتما.

يتطلع الشعب العماني من المنتخب الوطني وهو يحتفي بالذكرى الثالثة لتولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد، لفرحة عمانية ممزوجة بنشوة الانتصار يقدمها لجلالته ويقدمها لجمهوره ويقدمها لعشاقه ومحبيه ومتابعيه.

الأحمر العماني وهو يقابل أسود الرافدين هذا اللقاء الذي توقعه الجميع ورسمناه في مخيلتنا منذ بداية البطولة ها نحن نراه وكما تخيلناه إلا أن النتيجة هذه المرة كأول مباراة فهي صعبة التكهن والتوقع بما أن المنتخب العراقي يلعب بين أهله وجمهوره ذلك الجمهور الكبير الساحق الذي كان يعزف منذ بداية البطولة معزوفة جميلة عنوانها التآخي والتعاضد والتلاحم والتضحية والمبادرة والحب.

البصرة والعراق الشقيق بغض النظر عن من سيحمل اللقب نحن كشعب عماني متصالح مع نفسه سنكون سعيدين في حالة فوز أسود الرافدين لأن هذا البلد العظيم وبعد سنوات طوال استقبل هذا الكم الجميل من الجمهور وفوزنا الكبير هو تواجدنا في البصرة وفي العراق بعد أن كنا نعتقد أن هذا أشبه بالمستحيل في ظل الظروف التي يعيشها العراق من ظروف سياسية واقتصادية إلا أن هذه البطولة فتحت أبوابا أرحب للشعب العراقي وساهمت بشكل أو بآخر في تغيير تلك النظرة السوداوية عن العراق وأنه بلدٌ للحروب والقتال وما اتضح لنا كان مختلفا تماما فهو بلد آمن مطمئن قلوب شعبه هي الدار والسكن وعيونهم هي الفراش وحفاوتهم هي السلام الدائم.

إن الأماني العظيمة التي نخطها ونحلق بها والتي نسعى لتحقيقها ستتحقق وإن الإنجازات التي نحصدها هي ثمار الجهد المتواصل والسهر والدعاء فكل نجاح لا يأتي بسهولة بالغة إنما بتعب وجهد ووقت وعندما نسخر الأوقات لذلك فإننا نصل إلى شط العرب وقد تشبعنا بتلك النجاحات التي حصدناها.

ليس سهلا أن تصنع مجدا لكن الأصعب من ذلك هي المحافظة عليه المشوار طويل والدرب محفوفة بالصعاب والعثرات ومن سلك الدرب وصل ومن أعد لذلك الاختبار ودرس جيدا حتما سينجح.

كما عودنا الأحمر العماني وخصوصا في السنوات الأخيرة الماضية بإنجازات محققة كان يحصدها واحدة تلو الأخرى نتمنى له أن يستمر بتحقيق المزيد والمزيد فعُمان تستحق تلك الفرحة وقلوب العمانيين تلهج بالدعاء دائما وألسنتهم بأن : يارب حقق لنا تلك الأمنية لنحصد المزيد من النجاحات ولنبني حاضرا ومستقبلا مزهرا.

لنقول للعالم أجمع نحن هنا راسخو المبادئ مشمرون عن ساعد الجد واثقو الخطى وزارعو ذلك الأمل الذي سنحصده ولم تكن الكرة العمانية محطة عبور إنما هي محطة تحول أمام كل فريق يصادف المنتخب العماني، فلله در هذا المنتخب ولله در هذا الوطن ولله در هذا الشعب المعطاء الطيب السمح فعمان أرض الأمان وأرض التسامح و القلوب الصافية أينما حلوا وأينما نزلوا فشكرا لكم أيها العمانيون دائمًا، وإن كانت النتيجة فوزا سنفرح، وإن لم تكن سنفرح أيضًا لأننا عبرنا.