"شات جي بي تي".. نقلة نوعية في عالم المحادثات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي

الرؤية- أسعد البدري

أحدث إطلاق "شات جي.بي.تي" نقلة نوعية في عالم إجراء المحادثات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، وذلك بعدما دشنته منظمة الأبحاث "أوبن إيه آي" كنسخة تجريبية تقوم بالتحدث مع البشر، ما دفع شركة مايكروسوفت للدخول في مفاوضات لاستثمار 10 مليارات دولار في الشركة المالكة للتطبيق.

وتعتمد هذه التقنية التي لاقت رواجا كبيرا في مختلف دول العالم على التحدث مع البشر والقيام بالعديد من المهام مثل حل المسائل الرياضية وكتابة المقالات وإبداء الرأي في السيرة الذاتية ومناقشة العديد من المواضيع المعقدة.

والمميز في هذه التقنية هو طريقة الحوار التي تعتمد عليها، حيث إنه يمكن طرح الأسئلة وتلقي الردود ومناقشة كافة المواضيع التي تحتاج إلى معرفة تفاصيل عنها وفي حال أخطأت التقنية في الردود يتم الاعتذار عن الخطأ وتصحيحه، وكأن الشخص يحاور إنسانا وليس ذكاء اصطناعيا.

ولا يقتصر دور هذه التقنية على حل المسائل الصعبة أو الأمور المعقدة، بل يعمل على تبسيط المفاهيم والتعريفات وشرح المصطلحات التي تبحث عنها بطريقة بسيطة لكي يسهل عليك فهمها، كما يمكن لهذه التقنية صناعة محتوى متكامل من البداية للنهاية، بصياغة احترافية.

وفي القضايا المجتمعية، يمكن الحصول على النصائح والإرشادات اللازمة في التعاملات الحياتية أو في قضية مجتمعية، ويسمح "شات جي.بي.تي" بإجراء مناقشات في المسائل والفرضيات، كما يمكنه تسهيل المهام التي يقوم بها قسم السكرتاريا.

وعلى الرغم من كل المميزات والإيجابيات التي يتمتع بها "شات جي.بي.تي"، إلا أن الأمر لم يخل من الجوانب الخطيرة، حيث لم تتضح حتى الآن قدرة هذه التقنية على الحفاظ على الخصوصية، وبالتالي فيمكن استغلال بعض المعلومات الشخصية التي قد ترد في المحادثات مع هذه التنقية التكنولوجية، بداعي النصب أو الاحتيال أو ارتكاب الجرائم مثل السرقة، أضف إلى ذلك تسهيل عمليات الغش في المدارس وإمكانية استغناء الطلبة عن المذاكرة في سبيل تلقي المساعدة من هذه التقنية الحديثة، فكل ذلك من السلبيات التي قد تظهر نتيجة  لاستخدام "شات جي.بي.تي".

من جهتها، تقول الشركة المصنعة إن الشات يمكنه رفض الإجابة عن أي سؤال أو طلب قد ينتج عنه كوارث أو جرائم أو أضرار، موضحة: "التقنية لازالت قيد التطوير، وبالتالي فإن وجود ثغرات في هذه التقنية قد يكون أمرا واقعا، ويجب على المستخدمين أن يكونوا قادرين على تقديم وطرح كل ما من شأنه المساهمة في تقليل أخطاء الشات، والاعتماد على الطريقة العادية التي يكون أساسها الحوار والنقاش والدردشة البشرية".

ومن أكبر الأضرار التي يراها البعض نتيجة الاستخدام المفرط لهذه التقنية الحديثة، أنها قد تؤدي إلى الاستغناء عن التواصل البشري، لأن هذه التقنية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لديها جميع الحلول والردود التي يحتاج إليها الكثيرون، ولذلك فربما تؤثر على فرص العمل والوظائف التي يقوم بها البشر، ويمكن أن يستخدم أرباب الأعمال هذه التقنية في الكثير من الأمور عوضا عن الموظفين، لأنَّ هذه البرامج الحديثة تساهم في في اختصار الوقت والجهد، ولكن على المستخدم إدراك التعامل معها وإدراك جوانبها الإيجابية والسلبية.

تعليق عبر الفيس بوك