راشد بن حميد الراشدي **
تكريمٌ سامٍ من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أبقاه الله- لشخصية عُمانية بارزة في سماوات العلم والنور، إنه شيخنا الجليل حمود بن حميد الصوافي- حفظه الله- الذي أفنى سنوات عمره طلبًا للعلم وفعّالًا للخير، قضاها بين قلاع العلم والتعليم والمبادرات المجتمعية وإصلاح ذات البين والمسؤولية الاجتماعية.
والمتُتبع لحياة الشيخ الكريمة وسيرته العطرة الزكية وزهده وورعه وجهاده في سبيل الله، فيما أوتي من فضلٍ يقفُ مشدوهًا لذلك الكنز المدرار، والذي شَرُفَت به ولاية سناو منذ نشأته، وأعماله التي يقضيها في أفعال البر والإحسان ونكران الذات والصبر من أجل نيل المعالي، طلبًا لرضا الله وطاعته في كل أمر، فأصبحت ولاية سناو قبلةً لطلاب العلم، ومريدي ومحبي الشيخ الجليل، وهو كذلك يقطع المسافات والقفار من أجل تبصير الناس بعقيدتهم وأمور دينهم.
ولا شك أن تكريم الشيخ الجليل من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان المفدى- نصره الله- تقديرٌ سامٍ كبيرٌ لهذه الشخصية المحبوبة من جميع من عرفها وعايشها عن قرب أو حتى سمع عنها؛ فهو يقضي وقته في طاعة الله بين التعليم وقضاء حوائج الناس وزيارة الأرحام وعيادة المرضى، فضلًا عن هاتفه الذي لا يهدأ أبدًا، ويقضي جُل وقته لتيسير أمور الناس والاستماع إلى مطالبهم وأسئلتهم اليومية، والسعي إلى حلها؛ فمجلسه يكاد يكون يومياً مليئًا بالضيوف الوافدين عليه من داخل وخارج عُمان، فيستقبلهم ويودعهم بابتسامته المعهودة التي لا تفارق أي زائر له من جمالها وعذوبتها، وقد قضوا سويعات رائعة في كنف دار الشيخ وبالقرب منه.
إنَّ التكريم الذي حظي به الشيخ المربي حمود بن حميد الصوافي، لمسةُ وفاءٍ للشيخ بعد جهاد عشرات السنين، بفضل ما قدمه الشيخ وما يقدمه، لأمته من أدوار في نشر نور العلم وتربية النشء؛ فهو قدوة الصالحين ومنهاجه الذي اختطه لنفسه؛ ألا وهو: السير على نهج الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم، في كل أفعاله، فتلقى لسيرته الحسنة القبول لدى الناس، والقبول من رب العالمين- بإذن الله- وما مدرسته التي أسسها منذ عشرات السنين إلا مثالٌ بسيطٌ لبعض أعماله وأفعاله التي أخرجت جيلًا من علماء عُمان ومشائخها الإجلاء، والذين كانوا وما زالوا يؤدون دورًا كبيرًا في خدمة عُمان وأبنائها، وتبصير الناس بأمور دينهم كي يعيشوا حياة كريمة صالحة.
حفظ الله شيخنا المربي الجليل حمود بن حميد الصوافي ومتعه بالصحة والعافية والعمر المديد.
اليوم نحتفي- نحن أبناؤه ومحبوه- بهذا التكريم الغالي، وندعو الله أن يُكرمه بمرافقة الأنبياء والصالحين في جنات عدن، في يومٍ لا ينفع فيه مال ولا بنون إلّا من أتى الله بقلبٍ سليم .
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها ومشائخها الكرام، وزانها نورًا وسعادةً بأنوارهم، وكل عام والجميع بخير.
** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية