إتمام صفقة لتبادل 100 أسير بين روسيا وأوكرانيا.. وموسكو تزعم "قتل 600 جندي أوكراني" بضربة صاروخية

موسكو- كييف- الوكالات

استعادت أوكرانيا 50 أسيرًا من روسيا مقابل الإفراج عن العدد نفسه من الأسرى الروس أمس الأحد، في صفقة رحب بها الطرفان، رغم تواصل القتال بينهما في شرق أوكرانيا.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الجنود الروس الخمسين المفرج عنهم سيُنقلون جوًا إلى موسكو لإعادة تأهيلهم طبيًا ونفسيًا. وأفادت الوزارة في بيان "في الثامن من يناير، ونتيجة للمفاوضات، أُعيد 50 عسكريًا روسيًا، كانوا في خطر مميت في أثناء أَسرهم، من الأراضي التي يسيطر عليها نظام كييف". وأكدت أوكرانيا المعلومات وقالت إن روسيا أفرجت عن 50 عسكريا أوكرانيا في سياق الاتفاق ذاته. وكتب أندري يرماك رئيس المكتب الرئاسي الأوكراني على تويتر "صفقة أخرى ناجحة لتبادل أسرى الحرب. عاد 50 جنديًا أوكرانيًا". وأضاف "وسيستمر الأمر. يجب أن نعيد جميع أفرادنا إلى الوطن، ونحن نعمل على ذلك".

ونشر يرماك صورا للجنود الأوكرانيين المفرج عنهم وهم يحملون أكياس طعام بالقرب من حافلة كانوا على وشك ركوبها، إضافة إلى مقطع مصور لهم وهم يرددون النشيد الوطني الأوكراني بمجرد انطلاق الحافلة.

ومن جهة ثانية، قال شاهد من رويترز إن ضربة صاروخية روسية على مدينة كراماتورسك الأوكرانية تسببت في أضرار، لكنها لم تدمر المباني ولم تكن هناك علامات واضحة على وقوع ضحايا، بعد أن قالت روسيا إن الهجوم أدى لمقتل 600 جندي أوكراني. وزار صحفيون من رويترز مسكنين جامعيين قالت وزارة الدفاع الروسية إنهما كانا يؤويان مؤقتا جنودا أوكرانيين بالقرب من خط المواجهة في الحرب وقت الضربة الليلية، ولا يبدو أن أيا منهما قد أصابته صواريخ مباشرة أو لحقت به أضرار جسيمة. ولم تكن هناك علامات واضحة على أن جنودا كانوا يعيشون هناك أو على جثث أو آثار دماء. وتحطمت بعض النوافذ في النزل رقم 47 الذي وُجدت حفرة كبيرة في فناء مجاور له. أما المبنى الآخر رقم 28 الذي جاء في إعلان وزارة الدفاع الروسية، فقد كان سليما تماما. وكان هناك أثر لحفرة بالقرب من بعض المرائب على بعد 50 مترا من المبنى.

ولم تعلق السلطات في كييف حتى الآن على هذا الهجوم لكن رئيس بلدية كراماتورسك قال- عبر فيسبوك- إنه لم يسقط أي قتلى في هجوم استهدف مباني في البلدة.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن الضربة على كراماتورسك تأتي ردا على هجوم مميت شنته أوكرانيا الأسبوع الماضي على ثكنة للقوات روسية في ماكيفكا الواقعة بجزء من منطقة دونيتسك تسيطر عليه قوات موسكو وقُتل فيه 89 جنديا روسيا على الأقل.

وقالت الوزارة إنها استخدمت ما وصفتها بأنها معلومات مخابراتية موثوقة لاستهداف القوات الأوكرانية. وأضافت أن أكثر من 700 جندي أوكراني كانوا في نزل بينما كان في آخر ما يزيد على 600.

وتابعت الوزارة "نتيجة للهجمة الصاروخية الضخمة على هاتين النقطتين المؤقتين لنشر وحدات الجيش الأوكراني، أُبيد أكثر من 600 جندي أوكراني".

وإن كان ذلك حقيقيا، فستكون أكبر خسارة في أرواح الجنود الأوكرانيين منذ بداية الغزو الروسي في 24 فبراير شباط العام الماضي.

وقال بافلو كيريلينكو حاكم دونيتسك الأوكراني في وقت سابق إن روسيا شنت سبع ضربات صاروخية على كراماتورسك.

وقال أولكسندر هونشارينكو رئيس بلدية كراماتورسك إن الهجوم تسبب في دمار بمنشأتين تعليميتين وثمانية مبان سكنية ومرائب، لكن لم تقع إصابات.

ويُعتقد أن أوكرانيا أوقفت إيواء القوات بالقرب من بعضها البعض في المنشآت بعد هجوم صاروخي روسي مميت على قاعدة في غرب أوكرانيا في مارس آذار أدى لمقتل العشرات.

وكانت مسألة إسكان الجنود معا برزت أيضا بعد الضربة الأوكرانية على ماكيفكا هذا الشهر مع تعرض القادة العسكريين الروس لانتقادات شديدة داخل روسيا لعدم تفريق قواتهم.

وقصفت روسيا مرارا كراماتورسك الواقعة أيضا في دونيتسك. ودونيتسك واحدة من أربع مناطق تدعي موسكو أنها اندمجت رسميا في روسيا، وهو أمر لا تعترف به أوكرانيا ومعظم دول العالم. وتقع كراماتورسك على بعد أميال قليلة شمال غربي باخموت، وهي مدينة صغيرة تحاول روسيا السيطرة عليها منذ ما يزيد على خمسة أشهر في معركة ضارية شهدت بعضا من أعنف المعارك خلال الأسابيع الماضية.

وقال مسؤولون أوكرانيون في وقت سابق إن شخصين على الأقل قُتلا في أماكن أخرى في قصف روسي الليلة الماضية بعد انتهاء وقف إطلاق نار أحادي الجانب من روسيا في عيد الميلاد عند المسيحيين الأرثوذكس.

وقال حاكم منطقة خاركيف أوليه سينهوبوف عبر تطبيق تيليجرام إن رجلا يبلغ من العمر 50 عاما قُتل في المنطقة الواقعة بشمال شرق البلاد. وقال مسؤولون محليون إن شخصا آخر قتل في هجوم الليلة الماضية على سوليدار بالقرب من باخموت في منطقة دونيتسك. ولم يتسن لرويترز التحقق من تلك الأنباء حتى الآن.

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك