تشو شيوان
بدأت الصين اعتبارًا من 8 يناير 2023 استقبال الزوار والسياح من جميع أنحاء العالم دون حجر صحي مرتبط بإجراءات فيروس كورونا على الرحلات الدولية، لكن لا يزال يتعين عليهم إظهار اختبار كوفيد سلبي تم إجراؤه في غضون 48 ساعة من المغادرة، وأتت هذه الخطوة بعد 3 سنوات من الإغلاق لمنع انتشار الفيروس والسيطرة عليه، فبعد أن تأكدت السلطات الصينية أن الفيروس بات من الممكن التعايش معه تم رفع جميع القيود المتعلقة بالسفر لتعود الحياة إلى سابق عهدها.
بعد هذه الخطوة قد يخاف البعض من ظهور موجة جديدة من الفيروس، لكن أعتقد أننا لن نواجه موجة أخرى من الوباء، خصوصًا وأنه كما نعرف أن قوة انتشار متحور فيروس أوميكرون قوية جدًا، ولكن قوته المؤدية إلى الوفاة ضعيفة للغاية، وأغلبية المصابين بالفيروس لم يعانوا من أعراض شديدة وخطيرة. أما بالنسبة إلى كبار السنين فقد جهزت الحكومة الصينية موارد طبية كافية لمواجهة تداعيات المصابين المتزايد، وقد تم فرض بروتوكولات مناسبة للمصابين وطرق علاجهم.
وإضافة إلى ذلك، فقد كانت الصين من أنجح الدول في مكافحة الوباء خلال السنوات الثلاث الماضية، وتتمتع بخبرات كبيرة في الوقاية من الوباء والسيطرة عليه، وقرار الصين فتح أبوابها على الخارج جاء وفقًا لدراسات واستنتاجات من قبل المتخصصين والقائمين على إدارة هذا الملف، ومن وجهة نظري أنه كان لابد من هذه الخطوة أن تأتي فعاجلًا أو آجلًا نحن نريد عودة الحياة إلى مسارها الطبيعي.
الصين أصبحت اليوم أكثر حصانة ضد الفيروس خصوصًا بعد حملات التطعيم، وأصبح الشعب الصيني قادر على مواجهة الفيروس وأيضًا شعوب العالم تعايشت مع الفيروس وبات الوضع الوبائي العالمي مناسب لفك قيود السفر للصين، وهذه الخطوة ستُساعد كثيرًا من انعاش الاقتصاد الصيني، وستؤثر إيجابًا على الاقتصاد العالمي وستسهل التجارة العالمية، خصوصًا وأن الكثير من المستثمرين كانوا متحمسين ومنتظرين لهذه الخطوة، وسوف نشهد أرقامًا إيجابية في قادم الأيام.
التجار وأصحاب الشركات داخل الصين رحبوا كثيرًا بهذه الخطوة لتفتح معها مرحلة جديدة من الانتعاش الاقتصادي الداخلي، وعلينا أن نعلم أن الحكومة الصينية تسعى دائماً أن تنسجم الإجراءات المتعلقة بفيروس كورونا مع التنمية الاقتصادية والانتعاش الاقتصادي.
بالنسبة إلى الإجراءات التي اتخذتها الدول الغربية تجاه الوافدين من الصين، أعتقد أنها لا تتعلق بمكافحة الوباء، بل تتعلق بالعوامل السياسية إلى حد كبير، ففي الوقت الذي قدمت الصين دعما كبيرا إلى العديد من الدول لتخرج من الوباء، بما فيها تقديم اللقاحات وإرسال الأطباء والخبراء، والأجهزة الطبية، وكانت هذه المساعدات بدون شروط إضافية، تأتي بعص الدول لتشريع إجراءات احترازية للقادمين إليها من الصين، وفي رأيي أن هذه الإجراءات ليست مناسبة في هذا التوقيت، وأعتقد أن جميع دول العالم كانت تنتظر من الصين أن تفتح أبوابها بانتظار السياح الصينيين لدفع انتعاش السياحة في الكثير من الدول، وعندما أتت الخطوة تخوف البعض وراح يشكك البعض في حين أنَّ هذه الخطوة فيها فائدة كبيرة لانتعاش الاقتصادي العالمي.
بعد رفع القيود زاد بشكل كبير إقبال الصينيين على حجز تذاكر السفر، وأعتقد أن زيادة حجر تذاكر السفر يثبت رغبة الصينيين في السفر والعودة للحياة الطبيعية سواء السفر إلى الداخل أو الخارج وكما نعرف بأن القرار جاء في وقت يبدأ فيه موسم السفر للصينيين لأنه يتزامن مع عيد الربيع الصيني أهم عيد تقليدي لدى الصينيين.
إننا نعلم أن الحكومة الصينية اتخذت إجراءات صارمة لمكافحة الوباء منذ اندلاع جائحة كوفيد – 19 في بداية عام 2020، وذلك لحماية صحة وسلامة الصينيين إلى أقصى حدود، والآن مع تحسين الوضع في مكافحة الوباء، سيبدأ العمل على إعادة حياة الصينيين إلى مسارها الطبيعي، والسفر هو جزء مهم من هذه الحياة، وأيضًا هناك الكثير من الأشخاص حول العالم يريدون السفر للصين للزيارة أو لمُتابعة أعمالهم وتجارتهم، وهذه جزئية مُهمة لتعود الحياة إلى سابق عهدها.
نحن كصينيين متحمسون جدًا لهذا القرار ونجد فيه فرصة لتعود حياتنا كما كانت وأيضًا فرصة لانتعاش الاقتصاد سواء الفردي أو المؤسسي أو حتى الاقتصاد الصيني ككل، ولدينا ثقة بأن الإجراءات الحكومية مدروسة إلى حد كبير وبأن هذا الوقت هو الوقت المناسب لمثل هذه الخطوة في سبيل التعايش مع الفيروس وتقليل خطورته وتداعياته على الحياة وبنفس الوقت نحن نُرحب بالعالم لزيارة الصين فالصين موطن للفرص والجمال، كما نتطلع كصينيين للسفر للخارج والتواصل مع العالم خصوصًا السفر للدول العربية التي مضت معنا على خط ثابت وأثبتت أن صداقتها قوية، وأعتقد أننا في قادم الأيام سنشاهد السياح الصينيين في كل مكان ويعودون لسابق عهدهم.