التلاحم المجتمعي في الأزمات.. لوحة فنية ترسمها سواعد أبناء الوطن لتلبية نداء الواجب

الرؤية- ريم الحامدية

أظهرت التحديات التي شهدتها سلطنة عُمان عمق التلاحم المجتمعي بين أبناء الوطن والأخوة الحقيقية والروابط المتينة بين أفراد عُمان، ليرسم العمانيون لوحة فنية يضرب بها المثل في التكاتف.

فبعد كل أزمة وخصوصا المنخفضات الجوية وما تخلفه من أضرار كبيرة، نجد الشعب العماني يضمد جراح هذه الأزمات بتلاحمه من مسندم وحتى ظفار، وينتفض الجميع لنجدة من طالهم تأثير الأعاصير والمنخفضات الجوية، وتُسَيّر القوافل الإغاثية وتهب الفرق التطوعية ملبين نداء الواجب، مسطرين ملحمة وطنية يتغنى بها الشعراء والكتاب عبر التاريخ.

فبعد كل حالة مدارية، يقدم العمانيون من كل حدب وصوب إلى الولايات التي تأثرت بشكل كبير بسبب الإعصار، وينظموا أنفسهم في فرق وتجمعات ليعيدوا كل شيء إلى ما كان عليه قدر الإمكان، فتدب الحياة على الأرض التي عصفت بها الحالة المدارية، ويعمل الجميع في حب وتفانٍ لتقديم الدعم وإعادة البناء وتوزيع المؤن الغذائية والاحتياجات الأساسية، وكان إعصار "شاهين" خير شاهد على اللحمة الوطنية".

ومع بداية عام 2022 تأثرت السلطنة بـ"منخفض العزم"، وهطلت أمطار غزيرة على عدد من الولايات وسالت الأودية وجرت الشعاب، وتضررت ولاية نخل وولاية وادي المعاول ليتكاتف الجميع لمساندة المتضررين.

بعد ذلك تأثرت سماء السلطنة بمنخفض "المونسون" في شهر يوليو، والذي جاء تركيزه على 4 محافظات وهي: مسقط والداخلية وشمال الباطنة وجنوب الشرقية، وفي الشهر نفسه تأثرت السلطنة بمنخفض "الهدير" وهطلت أمطار متفرقة بين الخفيفة والمتوسطة على بعض من أجزاء الداخلية وشمال الشرقية وسواحل جنوب الشرقية مع فرص أمطار رعدية متفرقة واستمرار تدفق السحب الكثيفة الماطرة، وسجلت ولاية المضيبي أعلى كمية هطول أمطار حيث بلغت 65 ملم. كما تأثرت السلطنة في نفس الشهر بمنخف "السيل الخصيب" الذي هطلت خيراته على محافظتي شمال وجنوب الباطنة، وقد هطلت الأمطار ساعات طويلة مصحوبة برياح قوية أدت إلى جريان عدد من الأودية والشعاب، وتعاملت هيئة الدفاع المدني والإسعاف مع 386 بلاغا خلال 10 أيام من الحالة الجوية.

وانتهى عام 2022 بـ"أخدود الشتاء" الذي تعرضت له مسقط وعدد من المحافظات الشمالية مع هطول أمطار متفاوتة الغزارة تراوحت بين المتوسطة والخفيفة. وتلقى مركز عمليات هيئة الدفاع المدني والإسعاف بمحافظة مسقط 30 بلاغًا جراء هطول الأمطار، وتعاملت فرق الإنقاذ مع جميع البلاغات وتم إنقاذ 51 شخصًا، دون تسجيل إصابات.

وقدمت هيئة الدفاع المدني والإسعاف كافة جهودها وإمكاناتها لحماية الأرواح والممتلكات وتحقيق السلامة العامة، والحد من مخاطر الكوارث الطبيعية والصناعية والتقليل من آثارها، والعمل على تطبيق التدابير والإجراءات ذات الصلة بأعمال الدفاع المدني والإسعاف. وقد قامت الهيئة خلال فترة المنخفضات الجوية والحالات المدارية التي مرت بها سلطنة عُمان مؤخرا بعمليات إنقاذ وإسعاف توزعت في المناطق المتأثرة بالأمطار والأودي، حيث انتشرت بمعداتها وآلياتها من أجل الاستجابة السريعة والتعامل الأمثل مع أي بلاغ يرد في تلك المناطق.

 

 

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك