2023 وبوارق الخير

 

‏راشد بن حميد الراشدي **

 

يكيدون للكون بمعاصٍ يهتز لها عرش الرحمن ويأباها الأنس والجن من كِبر عظمتها وهول بعضها والتي تعادل في ميزان الله قتل النَّاس جميعًا.

معاصٍ تغضب الرب من فوق سبع سماوات وانغماس وتمادٍ في فرض الشهوات المحرمة وتحدٍ تام لفرائض الله وسننه الكونية التي فرضها لسعادة الإنسان دنيا وآخرة. هكذا عاثوا في الأرض فسادا ورذيلة حتى وصل بهم الحال إلى أن صاروا أضل من البهائم والحيوانات. قال تعالى: (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا)، هكذا أرادوا للعالم أن يكون قبَّحهم الله في أفعالهم وأعمالهم، حتى وصلوا اليوم إلى ما وصلوا إليه من حافة الهاوية التي أهلكت الحرث والنسل بأفعالهم الذين لا دين يردعهم ولا خُلق يقومهم ولا رحمة تغشى قلوبهم فقد انقادوا لشهواتهم الدنيوية فتحولوا إلى ذئاب تفترس وتدمر كل شيء من أجل تحقيق مطالبها؛ فطوال سنوات عجاف مرت على  أمة محمد ‏صلى الله عليه وسلم والأمم المضطهدة عاث هؤلاء الأنجاس في الأرض فسادا وقتلا وسفكاً للدماء والأعراض وظلوا في طغيان شهواتهم وجبروت مجدهم الواهم إلى اليوم ولا زالوا رغم النُذر المتتالية التي يرسلها رب العالمين إليهم من ظواهر مناخية وأحداث متتالية وتقلبات في الرزق والمعيشة وأمراض وأوبئة وكوارث ومخاطر.

بوارق الأمل مع الله وانفراجة الخير والبركة مع عام جديد يحمل البشر بإذن الله للبشرية جمعاء بعيدا عن سفاسف الأمور وما يكيد به أعداء البشرية للعالم من خلال ما نسمعه من عودة لله في معظم بقاع الأرض.

إن الاستمرار في المعاصي سيحرق الأرض ويورثها الخراب ومع دخول هذا العام 2023 وبعد أزمات متتالية من الأوبئة والحروب القاتلة والتي فتكت بالبشرية وساهمت في غلاء المعيشة وركود الاقتصاد وفقر الناس وقلة ما باليد خلال الأعوام الماضية تأتي دول لتنادي بمرض آخر تحارب به البشرية وهو مرض الشذوذ (أو ما يسمونه "المثلية") والذي أعلنت حمايته والوصاية عليه عدد من الدول المتقدمة علمياً المتأخرة أخلاقيا لتدق المسمار الأخير في نعش قيمها ومسار تمدنها وبقائها وليكون غضب الله مستحقُ عليهم إلى يوم الدين لعنهم الله أجمعين.

حروب دامية سخروها طوال قرون خدمة لنزواتهم من أجل السيطرة على العالم تطورت للتحكم بالاقتصاد والإعلام ووسائله والتكنولوجيا الحديثة لتستكمل بنشر الأوبئة بين الشعوب وإشاعة الذعر بين الجميع من أجل الكسب السريع إلى أن أوصلونا إلى أفكارهم الهدامة من أجل هدم المجتمعات وتفككها، وما ظاهرة الشذوذ إلا إحدى هذه الأجندة التي تعفها المجتمعات السليمة الفطرة البعيدة عن الخبائث والمنكرات.

إنَّ التمادي في الشهوات ومعصية الله عزَّ وجلَّ سيُحقق وعد الله على الكافرين بالزوال الذي هو قريب جدا وبنصر الله للفئة المتمسكة بدينه والمستمعة لأوامره عز وجل؛ فعام 2023 عام النور الذي سيشرق بإذن الله برجوع الخلائق إليه ونصر عباده الصالحين.

ختامًا.. أدعو الله العلي القدير أن يكون عام 2023 عام خير وبركة وأن يُصلح الله حال أمة محمد صلى الله عليه وسلم وينصرها بالقوة والتمسك بالأخلاق السامية وأن تقود العالم للخلاص من الموبقات وتنتشله من براثن الشهوات والملذات التي طغت على الأرض وأن يعمر الأرض عباد الله المتقون.

حفظ الله عُمان والعالم أجمع من جميع الويلات والحروب والمكائد والأوبئة والأفعال الخبيثة وجعل كلمة الله هي العليا وكلمة الذين ظلموا أنفسهم هي السفلى وكل عام والجميع بخير.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية