إلى متى؟

 

عائض الأحمد

ليس من المعقول أن تظل عمرًا كاملًا تناشد النَّاس فعل الصواب، ويظل هذا المجتمع يكرر نفس الأخطاء وبنفس الطريقة وكأنهم يقولون لن نتغير مهما حدث.

عندما تجهل شيئًا لا تعلم مقدار ضرره فلا لوم عليك؛ فالجاهل له العذر فيما جهل به، ولكن أن تعلم وتمارس ذلك جهلًا، هنا يجب أن تقف وتعاقب أيضًا فلم يعد يجدي معك نفعًا، كل برامج التوعية والإرشاد، فأنت هنا تحتاج إلى نظام عقابي يفرض عليك الالتزام وغير ذلك يظل حديثا كما سبق لن يأتي بجديد.

هل يصح أن تستمر أكثر من عقدين من الزمان تقول وتعيد وتشرح لمن لا يسمع أو يفقه؟! عندما يكون ذلك شأنًا داخليًا وضررًا محليًا صرفًا قد نتقبله على مضض ونحاول إلى أن نصلح ذلك.

لكن عندما يكون ذلك دعمًا يستفيد منه أعداؤنا، هنا فقط نقولها "توقف لن نسمح لك أيها الجاهل فليس من حقك أن تستخدم وسائل التواصل المتاحة لك وتنشر كلما يضر بمصالح بلدك وننتظر منك أن تتوقف هكذا دون مساءلة".

الجميع يعلم أن ذاك الجاهل يقلل من خطر هذا الفعل ويعتقد بأنها مبالغة في الحذر وهذا جهل آخر.

قل لي أيُّها الجاهل: ماذا لديك لتراقب مشهدًا فوضويًا ضد وطنك ثم تبثه وتنشره ليشاهده الأعداء قبل الأصدقاء؟ ما الفائدة المرجوة من ذلك يا جاهلًا يرفض أن يعي مقدار ما جهل؟ إلى متى؟!

ونحن نبث الشائعات ونصور الأحداث ونعتقد أنها سبق لنا أو خبر عادي قد يمر مرور الكرام.

إن لم تكن أنت رجل الأمن الأول فمن تعتقده يكون كفانا من ذلك ما ينشره أعداء أوطاننا نقلا عنَّا هل فهمنا الدرس أتمنى أن لا نعيده لعدم الفهم.

ختامًا: الجدار ليس قصيرًا كما تراه.

ومضة: ليس لك الحق أن تتجاوز خصوصية فرد، فماذا ستقول عندما يحاسبك مجتمع كامل؟!

يقول الأحمد: لن تصل إلى تصالح تام مع نفسك، دون معاناة الطريق.