علي بن بدر البوسعيدي
هطلت على مدار الأيام القليلة الماضية أمطار خير ونماء، على أنحاء متفرقة من عُماننا الحبيبة، فسالت الأودية، واخضرت الأرض، وانتعشت الأجواء، واستمتع الجميع بالطقس الشتوي الرائع، فلله الحمد على ما رزقنا، ونسأل الله دائمًا أن يرزقنا أمطار خير ورحمة.
وحقيقة أودُ في هذا المقال الإشارة إلى الوعي المجتمعي الذي نما خلال السنوات الأخيرة، فلم نشهد هذه المرة مجازفة البعض بعبور الأودية أو قيادة السيارات برعونة في هذه الأجواء الماطرة، ولم يتم تسجيل أية إصابات أو وفيات لا قدَّر الله، وهو ما يؤكد الدور الكبير الذي تبذله الجهات المعنية وعلى رأسها هيئة الدفاع المدني والإسعاف وشرطة عمان السلطانية في توعية المواطن والمقيم بخطورة عبور الأودية أو الخروج من المنزل لغير الضرورة في مثل هذه الأنواء المناخية.
وهذه الأمطار تساعد في تعزيز المخزون الجوفي من المياه، حيث يسهم جريان الأودية في تكوين مخزون مائي جوفي في باطن الأرض، يساعد في ري الأراضي الزراعية وغيرها من الاستخدامات. وخيرًا فعلت الحكومة الرشيدة بأن خصصت ميزانيات لتنفيذ مشاريع سدود حماية وسدود تخزين جوفي، بهدف الاستفادة من مياه الأمطار، التي تقدر بملايين الأمتار المكعبة كل سنة.
لكن ما زال ينقصنا في بعض الولايات والمحافظات أن نُشيّد نظامًا لتصريف مياه الأمطار، فلا يعقل أننا وفي كل زخة مطر تتعطل الشوارع وتغرق بعض الممتلكات مثل السيارات. نعم هناك جهود حثيثة لتنفيذ قنوات تصريف مياه الأمطار، لكنها على الطرق الرئيسية فقط، فأين الطرق الداخلية خاصة في الأحياء والحارات؟
إننا نأمل أن تتم الاستفادة من كل هذه الخيرات التي تأتي مع الأمطار، بطريقة عصرية وآمنة، وتسهم في تجنيب البلاد والعباد مخاطر الفيضانات والسيول، وغيرها من الأضرار الجانبية التي قد تتسبب فيها الأمطار.
ونصيحتي للشباب وخاصة قائدي المركبات، بعدم مخالفة التعليمات والقوانين الصادرة من الجهات المعنية، وأن يأخذوا كل سبل الحذر والاحتياط من أجل ضمان سلامتهم في مثل هذه الأجواء، ولا يجب أن يخرج أي مواطن أو مُقيم من منزله لغير الضرورة أو العمل مثلا، لكن أن نجد الشوارع مزدحمة وقت هطول الأمطار لمجرد رغبة البعض في السير أثناء الهطول، فهذا أمر يعرقل جهود الجهات المعنية في مساعدة من يحتاج إلى المساعدة.
جعلها الله أمطار خير ونماء، وبركة ورحمة.