اقتصاد المؤتمرات

علي بن بدر البوسعيدي

تتعدد مجالات التنويع الاقتصادي التي تنتهجها الدول، وخاصة الدول الراغبة في تقليل الاعتماد على عائدات منتج أو سلعة مُعينة قابلة للزوال مع مرور الوقت، مثل سلعة النفط، وقد تنبهت دول الخليج وسلطنة عُمان إلى هذه الحقيقة قبل عقود خلت، وسعت منذ منتصف التسعينيات تقريبًا إلى تطبيق سياسات واستراتيجيات تدعم جهود التنويع الاقتصادي، ومن بين هذه الجهود تعزيز اقتصاد المؤتمرات، والذي يفضل البعض تسميته بـ"سياحة المؤتمرات".

لكننا عندما نقول اقتصاد المؤتمرات فإننا نتوسع في المفهوم، ونتشعب فيه؛ بحيث لا يتقصر الأمر وحسب على الجانب السياحي فيه، بل يتعداه ليشمل العوائد الاقتصادية المتحققة. ولقد أثبتت جريدة الرؤية ومن خلال نهج "إعلام المُبادرات" أن اقتصاد المؤتمرات يسهم في تسليط الضوء على الجوانب السياحية، وكذلك يدعم جهود مؤسسات الدولة للترويج للسلطنة كمركز واعد لاستقطاب الاستثمارات، التي من خلالها يتحقق التنويع الاقتصادي. فعندما تُنظم جريدة الرؤية "منتدى الرؤية الاقتصادي" وتدعو فيه الخبراء والمتخصصين من داخل وخارج عمان، تكون النتائج إيجابية للغاية، سواء من حيث الأفكار التي يطرحها المشاركون، أو من خلال ما يتمخض عن هذا المنتدى من توصيات، والتي على مدى العقد الماضي أخذت بها الحكومة وطبقتها في غير موضعٍ.

والمبادرات التي تنفذها جريدة الرؤية تسهم في توضيح الصورة الحقيقية للاقتصاد العماني الواعد، بكل ما يزخر به من مقومات وما يقدمه من حلول وتسهيلات تتيح للمستثمر أن يضخ أمواله باطمئنان، ويستفيد من عائداتها، في توسعة مشاريعه، وإقامة مشاريع أخرى جديدة. ولذلك تحرص جريدة الرؤية على تنظيم أفضل المؤتمرات والفعاليات.

إن الأدوار المنوطة بها وسائل الإعلام، تتعدى مسألة نشر الأخبار، أو حتى التحقيقات والمقالات؛ إذ إنها ترتكز في جوهرها على ما تقوم به من جهود توعوية لتسليط الضوء على القضايا والملفات ذات الأهمية الكبيرة في المجتمع، ولا ريب أن تنظيم المؤتمرات والمنتديات بأفكار طموحة ورؤى عميقة الأثر، من شأنه أن يُحقق أهداف تلك الجهود، ويؤكد على الدور الإيجابي لوسائل الإعلام، خاصة في ظل ما تموج به الساحة من متغيرات، مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وما تعج به من ترّهات وأكاذيب وفبركات، وغيرها من السلبيات التي باتت تضر بالوعي المجتمعي، وتؤثر على قدرته على تلقي المعلومات بشكل صحيح؛ بل وأخذت تُشكك في كل ما تبذله الدولة من جهود، فتارة تنسف كل جهد يتحقق على أرض الواقع وكأننا لم نُحرز الإنجازات في العديد من المجالات، وتارةً يقللون من نجاعة الحلول والتيسيرات التي تقدمها الدولة في مختلف القطاعات لضمان إنجاز المعاملات.

وختامًا.. علينا جميعًا أن نعمل من أجل صالح هذا الوطن ومصالحه العليا، وأن نبذل كل الجهود كي يتحقق ما نصبو إليه من تطلعات، وما ننشده من آمال، في مزيد من الاستقرار والرخاء والازدهار.