عائض الأحمد
في إحدى اللهجات العربية يُقال عند المديح والإعجاب والثناء حد "البذخ" "عرب ربي"، وكأن المعني مرتبط بجمال العرب في بلاغة الوصف، وهذا ما يحدث الآن مع الفريق المغربي ممثل العرب الأوحد الباقي في مونديال كأس العالم لكرة القدم، فقد توقف الزمن والتوت الأعناق وفتحت الأفواه دهشة وتعجبًا، فكيف لهم ذلك في الصمود ومقارعو أعتى الفرق الأوروبية ونجومها الكبار بعتادهم وخبراتهم، وكل الهالة الإعلامية التي تصاحبهم، ولكن هيهات سقط الجميع ونجح المغرب.
لعله خير مثال في السباق العالمي الحالي في شتى المجالات، فحينما ينفض العربي الغبار عن أكتافه ويشمِّر عن ساعديه يبهر العالم، ويسقط كل الفرضيات وكل البرامج الهرمية المتسلسة والمتخصصة في إحباط تفوق الآخرين، المعدة مسبقًا والمعلبة وكأن الإبداع حصرًا على دول بعينها والبقية كومبارس يُستعان بهم وقت الحاجة أو في حال تجارب الاختبار لمنتج يُراد به العالم الأول، على أكتاف من يظنوا أنهم من كواكب أخرى خلقت لخدمتهم فقط!
الرياضة لم تعد ترفيهًا فقط، لكنها باتت مرتبطة بحياة الناس وبطريقة تفكيرهم وأسلوب حياتهم؛ بل وتحدد مصير يومهم بين نشوة انتصار وحسرة انكسار. ذائقة كروية بروح عصرية تشعر بها في أى حدث رياضي عالمي جمع الفرقاء ووحد الأغنياء والفقراء وجعل البساط الأخضر مسرحًا يلتف حوله العالم دون حواجز، وجعل الحدث يتصدر الأحداث العالمية، غير انعكاساته على الدول المستضيفة. وليس غريبًا أن يُغيِّر بعض الثقافات السائدة قبل وبعد، وهذا أشاهدُه كمتابعٍ ينظر لها من زوايا خاصة غير المتعة الكروية التي زادها بهاءً وجمالًا فريق "عرب ربي"، إلى تنظيم لم يسبق له مثيل من دولة قطر، وهذا أيضا سبَّب غصة كبيرة جدًا في حلوق بعض المتشدقين بالحضارة ممن يعتقدون أن السباق يجب ألا يتخطاهم، فكانت كلمة العرب حدث في مقدمة أحداث العالم.
استحضرت قول الزعيم الشاب الملهم حينما قال "المؤمرات لن تُثنيك عن المضى قدمًا حينما تملك القوة والعزيمة والإصرار على تحقيق أهدافك".
ختامًا.. الكبير يولد صغيرًا، والصغير سيظل ابد الدهر ينتظر سن بلوغه الحلم.
*****
ومضة:
الندم صفحة سوداء كنت أعتقد أنها ناصعة البياض.
يقول الأحمد:
أنت الربان فلا تُغرِق السفينة بحثًا عن أوهام.