عودة الماضي .. عودة الروح

 

خالد بن سعد الشنفري

 

كل من في محافظة ظفار وكل من زار خريفها لهذا العام من مختلف محافظات عُمان ودول مجلس التعاون عرف وزار موقع عودة الماضي بالحافة.

ولد هذا الموقع نتيجة لإغلاق موقع مهرجان الخريف بمنطقة إتين بعد أن كان مغلقاً على مدار عامين من قبل بسبب كورونا.

قررت إدارة المهرجان هذا العام توزيع مناشط موقع مهرجان الخريف بأتين لإغلاقه للصيانة على أجزاء متفرقة من المدينة بالإضافة إلى سهل إتين المفتوح نفسه وموقع مطاعم المضابي  وبعض الولايات في المحافظة كولايات رخيوت وطاقة ومرباط.

رغم أن الحافة قد أهملت حتى كادت أن تصبح نسيًا منسيًا لمدة 15 عاماً من تاريخ صدور مرسوم نزع ملكيتها بغرض تطويرها وتأهيلها لتصبح ذات طابع تراثي قديم ومعاصر حديث (الأصالة والمعاصرة) بتوجيهات سامية من لدن السلطان قابوس - طيب الله ثراه-  إلا أن موقعها المميز في قلب المحافظة وإطلالتها على بحر العرب وشواطئه الفضية وهدير أمواجه المهيب في فصل الخريف لايمكن أن تغيب أو تموت مما  جعل من القائمين على المهرجان أخيرا  أن يختاروها  ويعتمدوها كموقع رئيس من مواقع فعاليات مهرجانات الخريف لهذا العام.

أبدع الشباب وجلهم من أبناء الحافة الذين تولوا إدارة وتنفيذ هذا الموقع مع بلدية ظفار مشكورة في إخراجه على أجمل صورة بدءًا من الاسم على مسمى (عودة الماضي) انتهاء بالفعاليات التي تُحلق بك بين الحاضر والماضي وهو موقع توسط أجمل إطلالتين يُمكن أن تستمتع بها عين الزائر له حيث إطلالات بيوت وقصور الحافة ذات التصميم المعماري المميز العريق الضاربة في القدم ومنارات مساجدها الستة التي يصدح منها الأذان من كل الاتجاهات حتى بعد أن هاجر منها ساكنوها لغرض التطوير الذي طال وقته كثيرًا وبإطلالات مزارعها من خلفها ناحية الشمال ومن الجنوب الشاطئ المفتوح على بحر العرب المحيط والمرصع بما تبقى من باسقات نخيل النارجيل.

لم تحتاج الحافة منهم هذه المرة لتشييد بيت ظفاري قديم أسوة بما عمل في موقع إتين ومنطقته التراثية المستحدثة أو غيره لاستنساخ التاريخ بدون أن تشم عبقه فقد تكفلت بيوت وقصور الحافة التراثية ذات الثلاثة أدوار بذلك وكان مهرجان عودة الماضي بأقل تكلفة تذكر وأكثر إقبالا عليه من أبناء المحافظة قبل الزوار من محافظات عمان ودول الخليج فقد استشعر الجميع الماضي والتاريخ وعاشوه مع كل فعالية قدمت في مهرجانه.

لم يمض شهران على انقضاء الخريف حتى بدأ الاستعداد لفعاليات المونديال واختيار موقع للتلفزيون العملاق لنشر فعالياته وجعل محبي متابعة فعالياته ومبارياته يعيشون الجو وكأنهم في وسط ملاعب مونديال قطر.

هنا لم يجد المنضمون بدًا من موقع عودة الماضي بالحافة نفسه وأصبحت الحافة التي أهملت بعد هجر سكانها لها بعد مرسوم نزع الملكية ترجع للصدارة وهي ماهي عليه من وضع كأفضل موقع في المحافظة.

السؤال أين كنَّا طوال هذه السنين من الحافة وإرثها التاريخي الذي ساهمنا جميعاً كأبناء محافظة ووطن في إهماله؟!

ما فات فات فهل من متعظ لما هو آت.