لينا الموسوي.. لمسات فنية في "سبلة الصيادين"

 

ذلك العبق الجميل الذي أخذني لهذه المدينة الساحلية الساحرة، على بحر عُمان وعلى بعد كيلومترات من العاصمة الجميلة مسقط، والتي تعتبرمن المناطق التراثية، بما لها من موروث لمهنة الصيد التي اتخذها الابناء عن الأجداد، إنها ولاية السيب الخلابة.

مع مهنتي كمهندسة معمارية، امتزج عشقي مع السواحل الرملية عندها أبهرني منظر محطات تلك السبلات، المتراصة على الساحل الرملي والتي صنعت من السعف والخشب. وراح خيالي معها لأضع مهارة مهنتي المعمارية مع تذوقي لجمال الطبيعة لأضيف لها فرشتي وكومة ألواني؛ لتتداخل وتتعشق القارب والسبلات، وأجعل منها منارة لذوق وجمال خلاب ليكون الإمتداد، تكاملا على رمال هذا الساحل، فكانت معشوقي هنا (ساحل الحيل الشمالي).

سبلة الصيادين.. راح خيالي مع الحكايات التي تروى فلابد من عصارة ريشة عاشق لتكون البانوراما الساحلية المضيئة.. والتي بين حبات كل رملة حكاية صراع إنسان هذا الموج الفيروزي المتغير ألوانا ومزاجا عاشها البحارة ما بين صيد وتجارة.
تحت هذه السبلات يتجسد عشق الصيادين لهذه الطبيعة، نصبت لتكون ظلالًا لتلك القوارب السابحة فوق الشواطئ والمنسدحة على طول رمال الساحل، سهرات سمر تحت سقفها حكايات مغامرات هذ البحر وأسرار وقصص وحكايا زمان.. فكانت لألوانيّ وفرشاتي هنا في هذا المقام، يكون مقامٌ ليكمل ويحاكي ما كان هنا ليضع الحاضر الجميل زاهيًا.

نصبت هذه السبلات بنظام جميل وعلى بساطتها وتلك التي أسست بعفوية الصيادين لتكون مرسى وحكاية سمر بين عشاق البحر ولياليه ومنهم من يعيش المغامرة وذاك للمتعة والرياضة، تتجمع كلها بين خيوط هذا العشق الأزلي لهذا البحروالساحل الهادئ الجميل الهادربكرم هذا الشعب وطيبته وطول تاريخه العريق.

هنا على هذه السواحل يقطن عشاق البحر، الأغلبية تمتهن مهنة صيد الأسماك، هناك الهاوي وذاك المحترف، جهاد رزق لأولئك المتعبين صراعًا مع هذا الموج الهادئ وقد تجده هيجانًا مرهقًا يأخذ كل عصارة روحهم، إنه عشقهم الأزلي والهبة الربانية، فبين غضب البحر وهدوئه أرزاق مكنونة في أعماقه.

هنا سلطة عمان العريقة بعمق الزمن.. وأنا أجلس بين هذه الرمال سابحة في خيال بين هذا التاريخ وجمال هذه الطبيعة الخلابة بحلم قد يتحقق مع هذه السبلات لنجمع بتكوينات تلتصق حاضرًا وماضيًا بتنسيق جميل لنصنع مستقبلًا لهذا الساحل الخلاب برونق، فيكون إطلالة إبداع جذبًا للسياح ولمنطقة تسحر القلوب والأنظار..

أدامك الله سلطنة عُمان أمنًا وأمانًا.

تعليق عبر الفيس بوك