العناقيد المهدية لفريال الصبية (7)

 

 

مُزنة المسافر

كيف هو تاج الوجد يا فريال؟

كلِّلي شعرك وجدائله الكستنائية بهذا التاج، واصعدي سلالم العرش به، لا تنظري إلى الوراء.

اصعدي الآن يا فريال.

إنه السلام الوئام.

اصعدي بضع درجات، واجلسي على هذا الكرسي.

انطقي الأوامر يا فريال.

إنه نفس الإكليل الجميل.

وانظري نحو ناسك وشعبك.

يصدحون باسمك.

وينسجون الهيلمان.

لك وحدك.

قلبك ينبض.

لكن وجدك ليس للملك.

تذكري كلمات العرش.

الأعداء والأصدقاء.

والحروب المنطلقة نحو الدروب والشعوب.

تذكري أبجديات الكر والفر، كلمات ببساطة تخص الشر.

مفردات الثعالب وأصحاب المخالب.

ليست معنية بالساكنين لجعبتك من الصبيان واللصوص.

إنها قوافي الطعن والدفن.

أبيات الفناء والجلاء.

جاء الوقت يا فريال أن تحكي.

قصصًا معنية بالعروش والملوك.

وأخبارًا آتية بالمجد والنصر.

بعيدة عن ذاك الوجد والصبر.

لا تنتظريه حين يعود من الشمال البارد.

لا تنظري إلى كل ما هو له عائد.

أين هي كلماتك يا فريال؟

كلماتك الصعبة المغلفة بالرغبة.

ذكرييه برجولته التي غابت وسط جمالك.

واهمسي في أذنه الأوامر.

نظمي جيوشك.

ألقي النرد هنا.

حركي رقعة الشطرنج.

وارمي الجنود بعيدًا حيث الموت.

إنه الملكوت العظيم.

والقرار الحكيم.

إنه البروز والسطوع.

إنه الزهو والعلو.

انظري إلى ناسك وشعبك.

انظري نحوهم.

يصدحون باسمك.

ويكررون ما يلهج به لسانك.

اعتلي الآن حصانك.

أين الدروع والصلبان؟

أين الرجال والفرسان؟

إنها الخطة العظمى.

إنها الغارة الكبرى.

هذا وقت القوة والقسوة.

احرقي بيوت الآخرين.

ولا تشعري بالرحمة.

للفارين الهاربين.

ناولي جيوشك السيوف.

واكسري كل الفؤوس.

واقطعي كل الرؤوس.

بالأمس كان هو الرجل الوسيم.

الذي صنع لك هذا المصير.

ماذا كان ينوي أن يفعل.

إنه الدرك الأسفل.

سيُلقي بك حيث ألقى الآخريات.

فأنتِ ابنة برديا.

تلك الصبية البهية.

صاحبة الأسفار والأشعار.

لكنه الملك يا فريال.

سيصنع لك الفناء.

وينسج لك كل الجلاء.

هل أنت حمقاء، خرقاء، بلهاء؟.

ماذا سيصنع منك؟

وماذا ستكونين؟

وماذا ستصبحين؟

إنها الفرصة السانحة الرابحة.

لقد صعدت درجات الوجد.

ووجدت عتباته.

واعتليت عرشه.

هل سترجعين إلى الوراء؟

إنه الجلاء الفناء.

إنه الجبن والذل.

المهانة والسفاهة.

هل أحاطك بهالته الآسرة الناثرة للهيام.

أين أنت يا فريال؟

وأين كنتِ؟

هل ستعودين للصبيان واللصوص.

وللظلال الطائشة غير الآبهة.

بقدرك الجديد الفريد.

هل إنْ عاد من الشمال البعيد.

وسأل سؤاله المعتاد.

ستجيبين بالأحرى.

وستجدين الحجج والبراهين.

لتخبريه الحكايا المروية بين الرحالة الأحرار.

وستسردين له بروح طفلة عن الأفكار والأسرار.

ماذا دهاك يا فريال؟

هل ستعودين لعزف التار.

ولقول الأشعار.

وقد اعتلى هام رأسك.

تاجه وصولجانه.

إنه الجنون والمجون يا صبية.

إنه الضيعان والتوهان.

من سيكون عونًا لك بين ثنايا الغرفة.

من سيمنحك عمرًا مديدًا إن قرر هو أن ينهي حياتك في لحظة.

لن يجلد نفسه.

لن يندم.

لن يأفل.

إن ذبل سناكِ.

وغاب صباكِ بين وجده الآشر.

إنه وجد مدعي ومرتشي.

وجد كذاب وسلاب للقلوب والأفئدة.

اصعدي السلالم الأخيرة.

وألقي بوجد الملك بعيدًا عنكِ.

بعيدًا عن أمانيكِ.

ناوليه الأكاذيب.

بشوكة.

واستخدمي الأساليب.

واصنعي الربكة.

افتحي أعتاب تلك الأبواب.

الموصدة بين أحشائه.

افتحيها جميعها.

دون استثناء.

وانظري نحو ناسك وشعبك.

يصدحون باسمك يا فريال.

وينطقون نطق العظمة والإجلال.

أين أنتِ وأين صرتِ؟

تعليق عبر الفيس بوك