جابر حسين العماني
لفت انتباهي وأنا أتابع أخبار العالم، خبر إسلام الملاكم الأمريكي الشهير أندرو تيت الذي اشتهر في حلبات القتال وكمؤثرٍ اجتماعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال حساباته التي يتابع إحداها أكثر من 4 ملايين متابع، والتي كان من خلالها يحرّض على العنف والإساءة، الأمر الذي دفع السلطات لأن تحجب حساباته بسبب انتهاكه لسياسات برامج التواصل الاجتماعي، والتي من خلالها تم نشر هاشتاغ باسمه بحيث وصل عدد المشاهدات لمقاطع الفيديو تحته إلى 13 مليار مشاهدة، وهو ما شجّعني على تقصّي أخباره والكتابة عنه.
اشتهر الملاكم أندرو تيت بآرائه المتطرفة وبتحريضه على العنف والإساءة في نظر الكثيرين، كما واشتهر باستيعابه وفهمه للإسلام العظيم قبل اعتناقه له، فقد كان يقارن بين المفاهيم الإسلامية المباركة والحضارة الغربية الزائفة، وها هو يتحول في أكتوبر 2022 من كافرٍ ملحدٍ إلى مسلمٍ محبٍّ للإسلام، فقد ظهر في فيديو يتحدَّث عن اعتناقه للإسلام مركزًا على فهمه للشهوات حيث قال: قال لي شخص كنت أحدثه عندما أسلمت: من المُثير للاهتمام أن يسلم شخص لديه كل ما يتمناه الغربيون! فقلت: نعم لأنني حتى قبل إسلامي كنت أعلم أن الشهوات ثقب أسود، لا تستطيع أن تملأه أبدًا، فلن يكفيك أي عدد من النساء كي تُصبح سعيدًا، ولن يكفيك أي مقدار من المال لتقتنع به، ولن يكفيك أي مقدار من الخمر للاستئناس، إنه فعلًا الثقب الأسود، مهما وضعت فيه فلن تملأه، لذا يجب أن يكون لديك شيء من ضبط النفس، ولطالما كنت شخصًا منضبطًا، وبالتأكيد فالإيمان بالله تعالى سيملأ قلبك بالرضا أكثر من هذا الجنون الذي لا ينتهي، هذا ما صرّح به أندرو تيت بعد اعتناقه للإسلام الحنيف.
اليوم ومع كلّ الأسف هناك الكثير من الوسائل الإعلامية المستخدمة لزعزعة شعوب الأمة، خصوصًا فئة الشباب وذلك بهدف إبعادهم وحرفهم عن التمسك بالإسلام الحنيف واستبداله بالإلحاد المشجع على الشهوات المحرمة، وذلك من خلال التشجيع على متابعة المسلسلات والأفلام وبرامج البث المباشر التي يستخدم فيها الكثير من أدوات التلقين المباشر مثل: أمزون برايم ونت فلكس تلك الشبكات الفاسدة والمفسدة التي أصبحت تروّج للكثير من الأفلام الوثائقية، والتي باتت تركّز على الطابع الفلسفي عن الخالق، والتي تستخدم اليوم مع كل الأسف لنشر الأفكار الدخيلة على المجتمعات العربية والإسلامية والتي من أهم أهدافها إلهاء الأمة العربية والإسلامية وتحريضها على ترك تعاليم الإسلام الحنيف ومبادئه واستبدالها بتعاليم عصرية لا تمت إلى الإسلام بصلة، إلّا أن الله تعالى تكفل بحفظه من خلال حفظ كتابه العظيم حيث قال تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) ولأن الله تعالى حفظ دينه من مكر الماكرين فقد جعل من الإسلام قويًا بالحجج الدامغة التي من خلالها اليوم نرى الكثير من الغربيين من أهل الشهرة وغيرهم يقتنعون بأهمية اعتناقه أو التمسك به، أمثال الملاكم الأمريكي الشهير أندرو تيت، وكلارنس سيدورف الذي قال عند إعلان إسلامه مصرحًا: "أنا سعيد للغاية ويسعدني أن أنضم إلى جميع الإخوة والأخوات المسلمين في جميع أنحاء العالم وخاصة زوجتي صوفيا التي جعلتني أكثر تعمقًا في معاني الإسلام" وغيرهم من نجوم الرياضة العالمية الذين اقتنعوا تمامًا بأهمية الأخلاق والقيم السمحة لديننا الحنيف، والسير على منهاج نبي الأمة وخاتمها محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ذلك النهج الرباني الذي ينظم حياة الإنسان ويبعده عن الموبقات والمعاصي والذنوب، ويجعل من الإنسان عزيزًا في نفسه مكرمًا محترمًا لا كما نراه اليوم في الحياة الغربية من إذلال واستنقاص لحياته فقد قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) الإسراء: 70.
وقال أمير البلغاء وسيّد الفصحاء الإمام علي بن أبي طالب: "إن الله عزَّ وجلَّ ركّب في الملائكة عقلًا بلا شهوة، وركّب في البهائم شهوة بلا عقل، وركب في بني آدم كلتيهما، فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة، ومن غلبت شهوته عقله فهو شرٌّ من البهائم".
اليوم عندما نتابع أحوال العالم نجد أن من أهم الأخبار المُعلنة هي التنبؤات التي تنبأ بها مركز أبحاث التغيرات الديموغرافية في الولايات المتحدة الأمريكية حول الديانات الكبرى في العالم، تنبأ وصرّح أن الإسلام سيصبح أكبر وأكثر الديانات انتشارًا في العالم، وتوقع أن يكون ذلك في بداية سنة 2070.
وصرّح المركز نفسه مؤكدًا أن الدين الإسلامي هو الأسرع نموًّا وزيادة وانتشارًا في العالم البشري، وهذا يدعونا نحن المُسلمين للفخر والاعتزاز بأننا نمتلك دينًا عظيمًا، علينا الحفاظ عليه، والدعوة إليه، والتمسك بتعاليمه المُقدسة، التي بحمد الله تعالى أصبحت ولا زالت تشد انتباه الغربيين رجالًا ونساءً، من الكبار والصغار، وتجعلهم يعتنقون الإسلام بكل فخر واعتزاز، ويرون فيه المنقذ الوحيد لهم من شرور الشهوات وعبادتها، والتي جعلتهم لا يرون منها إلّا المكر والخبث والانحطاط، ومن الإسلام الدرع الحصين المؤدي بهم للنجاة والسعادة والاستقرار والاطمئنان ورضا الخالق تعالى جلت قدرته وعلا شأنه وعمّ فضله.