ربُّوهم على حب الوطن

 

أحمد بن موسى البلوشي

 

حب الوطن هو ذلك الشعور والإحساس الذي ينبض بداخلنا ويجعلنا نتعلق به، هو ذلك الولاء والحنين إليه مهما سافرنا وبعدت المسافات بيننا، حب الوطن ليس مجرد حكاية أو قصة أو كلمات نقولها أو أبيات شعر ننظمها، الوطن هو العين التي نرى بها، والقلب الذي ننبض به، هو الأمن والأمان، وهو الحضن الذي نشتاق إليه، وعندما سئل محمود درويش عن الوطن قال: "ليس سؤلًا تجيب عليه وتمضي، إنه حياتك وقضيتك معًا".

فالوطن هو البيت الذي نسكن فيه ونطمئن، ومهما قلنا وعبرنا عن الوطن لن نوفيه حقه، ولكن يجب أن نعي شيئا مهما وهو حب الأوطان ليس مجرد كلمات وأشعار وأوصاف فقط بل حبه يظهر من خلال السلوك والأفعال التي نقوم بها. فهل يوجد إنسان لا يرى وطنه أجمل مكان في الدنيا؟

إن تربية الأبناء على الانتماء وحب الوطن من أجمل المعاني التي يجب على الوالدين غرسها في قلوب أطفالهم منذ الصغر، فإدراك الوالدين وفهمهم العميق لحب الوطن من أهم النقاط في تربية الأبناء الوطنية، فشرح مفهوم الوطنية والانتماء للوطن للأبناء يتطلب منا كوالدين أن يكون لدينا هذا الفهم العميق، وعليه فإن حب الوطن يكبر في قلوبهم كلما كبرت أعمارهم، وينتج مواطنين صالحين يشاركون في بناء الوطن وتنميته، لذلك تعتبر تربية الأبناء لحب الوطن من المهام العظيمة التي يجب أن نعيرها اهتماما كبيرًا، وتحتاج لجهد كبير وعمل متواصل، لأن نتيجة هذا العمل تولد لديهم الانتماء للوطن والعمل من أجل رفعته والنهوض به، وعندما يرى الأبناء والديهم متعلقين بوطنهم ويتابعون كل ما يتعلق به، ويصفونه بأجمل العبارات، ويشاركونه أحزانه وأفراحه فهذه من أفضل الوسائل والطرق في تربيتهم على حب وطنهم والاهتمام به.

لذلك فإنَّ حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أعزه الله- عندما خاطب المخلصين من أبناء هذا الوطن، قال: "إن الأمانة الملقاة على عاتقنا عظيمة، والمسؤوليات جسيمة، فينبغي لنا جميعًا أن نعمل من أجل رفعة هذا البلد، وإعلاء شأنه، وأن نسير قدمًا نحو الارتقاء به إلى حياة أفضل، ولن يتأتى ذلك إلا بمساندتكم وتعاونكم وتضافر كافة الجهود للوصول إلى هذه الغاية الوطنية العظمى، وأن تقدموا كل ما يُسهم في إثراء جهود التطور والتقدم والنماء".

حب الوطن منهج يعلمه الوالدان لأبنائهم في البيت قبل الجميع، قبل المدرسة والمجتمع والأصدقاء، فيجب علينا كآباء ومربين أن نربي أبناءنا ونبث فيهم حب الوطن والانتماء إليه، ونزرع فيهم روح الأمل والتفاؤل بدلًا من روح الإحباط والتشاؤم، لأنهم هم الجيل القادم الذي سيكمل مشوار بناء الوطن ونهضته، لذلك يجب علينا أن نحصنهم بحب الوطن والانتماء إليه واحترامه، فمن يوقد شمعة في الظلام خير من أن يلعن الظلام ألف مرة.

تعليق عبر الفيس بوك