نوفمبري الهوى

 

سالم بن نجيم البادي

 

ويكبر العشق للوطن إذا جاء نوفمبر ويزدهر، وكأن كل شيء في عمان يصير مبتهجا.. مع إطلالة نوفمبر الأشجار والأزهار والورد والياسمين والجبال والسهول والصحارى والبحر و الشطآن والسماء والأرض وحتى القمر يظهر أكثر إشراقاً وبهاء في ليالي نوفمبر والشمس ترسل الدفء في نهارات نوفمبر الحانية وهذا إحساس داخلي عندي ليس فيه أدنى مبالغة لأني نوفمبري الهوى وحين تكون سعيدا ترى أن الكون كله يشاطرك شعور السعادة ولايلام من يعشق وطنه حد الهيام.

وما أحلى صباحات نوفمبر؛ حيث تختلط زغاريد الأطفال مع زقزقة العصافير في صباحات نوفمبر الملونة بألوان علم عمان الذي تلوح به أيادي الأطفال وهم في الطريق إلى مدارسهم التي تستعد للاحتفال بالعيد الوطني وقلوبهم الغضة مترعة بالفرح والأمل والغد الجميل وتحقيق الأماني المرتقبة في الوطن الأجمل ويرتفع العلم عاليا فوق المنازل والمباني وأعمدة الإنارة وتحتويه القلوب بحب وفخر واعتزاز وهو يرفرف في دعة وهدوء وسلام وشموخ تداعبه نسمات رقيقة عذبة.

ويتردد صدى الأغاني الوطنية وأناشيد الفرح وقصائد الغزل في المحبوبة عُمان والناس يتنافسون في إظهار حبهم للوطن حين تصبح عمان كلها مسيرات واحتفالات ومهرجانات وزينة، وعبر شاشات التلفزة وفي الإذاعات تبث برامج وتذكر بالإنجازات التي تحققت وتنقل مناظر وصور من عمان المدهشة وتنقل مشاعر الناس وتفاعلهم المنقطع النظير مع مناسبة العيد الوطني والناس ينتظرون العرض العسكري المهيب الذي يكون برعاية صاحب الجلالة السلطان -حفظه الله- ويصدر السلطان العفو عن بعض السجناء

وتتبارى الشركات والمولات والمحلات والمطاعم في تقديم العروض والتخفيضات في الأسعار وترى الناس يرتدون زيهم العماني الفريد الدشداشة والعمامة والخنجر ويحملون العصا ويضعون الوشاح الزاهي بالعلم العماني وصور جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- على أكتافهم.

إنهم عمانيون وما أجمل هذا الانتماء.. ماض عريق وتاريخ مجيد وواقع مشرق أرسى قواعده السلطان الراحل قابوس بن سعيد -رحمه الله- ويكمل المسيرة الآن صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله- وهو رمز وحدتنا ومجدد النهضة المباركة والمؤتمن على صون وحماية الوطن، ومن الوفاء والحب أن نتذكر السلطان الراحل قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- الذي أوجد لنا زمنًا نحتفل فيه بالوطن وهذا من إرثه الخالد ومحامده ومكارمه ومنجزاته الكثيرة -رحمه الله-.

وأنا نوفمبري الهوى وفي نوفمبر أجد الفسحة وأتفرغ لحب الوطن والاحتفاء بالوطن ومشاهدة الناس وهم يحتفلون بعيد الوطن في المدن والقرى والأرياف وفي مقار عملهم وفي كل شبر من أرض الوطن الحبيب.

لنحتفل معًا ونفرح معا ونتفاءل خيرا، ونتبهل إلى الله أن يديم علينا نعمه، وأن يحفظ هذا الوطن الرائع، وأن يوفق جلالة السلطان هيثم بن طارق وأن يرزقه البطانة الصالحة التي لا تسعى إلا إلى رفعة الوطن وخدمة المواطن وتوفير حياة الرفاهية والكرامة للجيل الحاضر والأجيال القادمة وأن الوطن أمانة نحفظه في أحداق العيون ونفديه بالأرواح.. وكل عام وعمان وأنتم بخير.