مكرمات نوفمبر

علي بدر البوسعيدي

أيام قليلة وتحتفل عُمان بيوم عزها وفخرها، إنِّه يوم الثامن عشر من نوفمبر المجيد، العيد الوطني الثاني والخمسين للنهضة، في مناسبة غالية على قلب كل من يعيش على ثرى هذا الوطن المعطاء.

في نوفمبر تتفتح أزهار الوطن، فتنثر عبيرها بين أبناء الشعب، حبًا وولاءً لقائد البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه. إنه الشهر الذي شهد مولد أعز الرجال وأنقاهم، السلطان الخالد في نفوسنا، قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه. شهر نوفمبر يحمل دائمًا الخير لعُمان وأهلها، ولم لا وهو الشهر الذي نحتفل فيه بعيدنا الوطني، أسمى وأغلى المناسبات، وهو الشهر الذي تنتعش فيه الأجواء، فتنمو الحركة السياحية وتزدهر الأسواق وتعج بالمتسوقين من كل مكان.

والاحتفال بيوم الثامن عشر من نوفمبر هذا العام سيكون له ميزة خاصة، تختلف عن أي عام آخر، فلأول مرة يشهد جلالة السلطان المعظم- أيده الله- العرض العسكري بهذه المناسبة في ولاية صلالة بمحافظة ظفار، تلك البقعة الغالية من تراب الوطن العزيز، التي كانت شاهدةً على تضحيات عظيمة من أجل أن ينعم الوطن بالاستقرار والرخاء. ولعل رمزية اختيار ظفار هذا العام لتكون مسرحًا مفتوحًا للعرض العسكري، تشير إلى ما تزخر به هذه المحافظة الجميلة من ممكنات اقتصادية وسياحية وزراعية ولوجستية وغيرها، فهي المحافظة التي تشهد أفضل موسم سياحي في منطقة الخليج، وتنعم بطقس استثنائي لا مثيل له في الإقليم، وتزهو بمواقع سياحية خلابة تستقطب الجميع من كل مكان، كما إنها محافظة زراعية بفضل ما تحتويه من مزارع تُنتج أجود المحاصيل من فواكه وخضراوات، فضلا عن كونها مركزًا رئيسيًا للحوم الحمراء والبيضاء، إلى جانب الصيد الحرفي لمنتجات الثروة السمكية، إلخ...

إننا ونحن نحتفل بالعيد الوطني المجيد، نحتفي بما تحقق من منجزات على أرض الواقع، وما شهدته عُمان من نهضة غير مسبوقة شملت شتى مناحي الحياة، والأهم من ذلك كله أنها استطاعت بناء الإنسان العماني المُتعلم القيادي المُبادر المُحب لوطنه الوفي لسلطانه، إذ هدفت كل المشاريع التنموية والخدمية إلى تسهيل الحياة لكل المواطنين وجعلهم يعيشون في سعادة ورخاء.

فكل عام وجلالة السلطان المعظم يرفل في ثوب العزة والسعادة، وكل عام وشعبنا العماني في مسرة وازدهار.