قبل أن تقاطعوا.. "مزون" منا ولنا

 

حمود بن علي الحاتمي

alhatmihumood72@gmail.com

 

ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بدعوات لمقاطعة شركة مزون للألبان وهي شركة وطنية عُمانية، ومنتجاتها من المنتجات المفضلة لديَّ وأحرص على شرائها لما تتمتع به من جودة وطعم يختلف عن باقي المنتجات.

للوهلة الأولى كنت سأركب الموجة وأعلن مقاطعتي لمنتجات الشركة، إلا أنه ولعلمي بأنَّ الشركة وعدت بتحقيق الاكتفاء الذاتي من منتجات الألبان في خططها، جعلني أتخذ خط رجعة لما كنت سأقدم عليه من مقاطعة. فحري بي أن أذهب إلى Google للتعرف إلى هذه الشركة وقد استطعت جمع معلومات عنها تتمثل في الآتي: تأسست شركة مزون للألبان بتاريخ 1 يناير 2015، وتم وضع حجر الأساس في الموقع بتاريخ 18 أكتوبر 2017. وباعتبارها شركة ألبان تم تأسيسها برعاية المبادرة الوطنية للأمن الغذائي، تهدف الشركة إلى ما يلي: أن الشركة  لها أهداف وطنية منها: تعزيز الاكتفاء الذاتي في مجال منتجات الألبان بسلطنة عُمان، وتحسين الاستهلاك الفردي من الحليب، مع التركيز على الرعاية الغذائية للأطفال، وتحفيز التصنيع الغذائي مع أنظمة عالية الجودة، وتطوير المهارات في مجال التصنيع الغذائي وأنظمة الجودة، وهذا أهم هدف للشركة وهو  توفير فرص العمل للمواطنين والمشاريع الصغيرة والمتوسطة.

تقع المنشأة المتكاملة في السنينة أحدث مزارع الألبان بقدرة استيعابية تصل إلى 25000 بقرة ومحطة معالجة مركزية بقدرة استيعابية تصل إلى مليون لتر من الحليب السائل يوميا وأماكن إقامة للموظفين لاستيعاب حوالي 400 موظف. وتخطط لزيادة عدد موظفيها إلى 2300 موظف بنهاية عام 2028. كما تحتوي المنشأة أيضًا على محطة لمعالجة مياه الصرف ومحطة لتوليد الغاز الحيوي (فريدة من نوعها بالمنطقة).

هذه المعلومات التي جمعتها جعلتني أعلن عدم مقاطعة منتجات الشركة لما أدركه من أهمية اقتصادية لمثل هذه المشاريع في تشغيل الشباب العماني وأيضاً وصالي يسري فيها حب الوطن بكل تفاصيله.

منذ سنوات كنت سالت أحد المسؤولين بوزارة القوى العاملة (العمل حاليًا) لماذا لا توظفوا الشباب، فقال وأين هي المشاريع والمصانع التي تستوعب الشباب نحن فقط نضغط شركات النفط والغاز والمولات والمحلات كي توظف. لا توجد مشاريع حتى نوظف الشباب.

في تركيا كانت هناك منذ سنوات  دعوات بعدم التوسع في إنشاء المصانع بسبب الركود العالمي، إلا أن الرئيس التركي طيب أوردغان أصر على افتتاح الكثير من المصانع وها هي المنتجات التركية المتنوعة  تغزو أسواقنا.

إذن تبقى شركة مزون شركة وطنية يمكن أن توظف المئات؛ بل الآلاف إذا توسعت خطوط الإنتاج. نعم منزعجون من ارتفاع الأسعار لكن علينا أن نوجه البوصلة لدعم هذه الشركة من خلال الاستمرار ومطالبة  الحكومة بدعمها كونها عنصر أساسي في استراتيجية أمننا الغذائي. دعمنا للمنتج المحلي هو ضمان لاستمرارية جودة منتجاتنا والعمل على التوسع فيها. ومثل هذه الشركات والمصانع لا تساهم في توفير منتجات غذائية فقط وإنما تساهم في تشغيل المئات من الباحثين عن عمل. وهذه الشركات تمثل مؤسسات وطنية شأنها شأن المدارس والمستشفيات كونها تخدم الوطن وتسهم في تشغيل أبنائنا الباحثين عن عمل وأمان غذائي لنا لذا وجب دعمها.

إن الدعوات التي يطلقها البعض عبر منصات التواصل الاجتماعي لمقاطعة شركة مزون لا شك أنها في غير محلها، وعلينا أن نفكر مليًا قبل إطلاق هذه الدعوات في مصلحة الوطن العليا.