الملايين عُرضة للفقر وانعدام الأمن الغذائي في غضون سنوات

قبيل "كوب 27".. أبحاث علمية تدق ناقوس الخطر: التغير المناخي يخرج عن السيطرة

 الرؤية- رويترز

تعتمد الوفود المشاركة في مؤتمر الأطراف للمناخ "كوب 27"، الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية على الأبحاث العلمية التي تصدر على مدى عقود، وتنشرها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، لاتخاذ قراراتهم بشأن خطط الطاقة في المستقبل وسبل التعامل مع ارتفاع درجة حرارة الأرض.

وتصدر الهيئة تقارير كل خمس سنوات تقريبا وتمثل إجماعا علميا عالميا بشأن تغير المناخ وأسبابه وتأثيره، حيث تناول تقرير العام الماضي الدوافع الرئيسية لارتفاع درجة حرارة الأرض والعناصر الأساسية لعلوم المناخ.

وهذا العام، نشر تقريران رئيسيان أحدهما في فبراير تناول كيف سيحتاج العالم إلى التكيف مع تأثيرات المناخ، من ارتفاع مستوى البحار إلى انكماش الحياة البرية، والآخر في أبريل حول طرق "التخفيف" أو كبح انبعاثات الاحتباس الحراري.

ولقد تناول التقرير الأول الأسس المادية لتغير المناخ بصراحة تامة، إذ ذكر بشكل لا لبس فيه أن البشر هم المسؤولون عن ارتفاع درجات الحرارة. كما حذر من أن تغير المناخ بات بالفعل على وشك الخروج عن نطاق السيطرة، وأن الظواهر المناخية المتطرفة التي كانت نادرة الحدوث أصبحت أكثر شيوعًا، وباتت بعض المناطق أكثر عرضة للخطر من غيرها.

وللمرة الأولى، دعا معدو التقرير إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انتشار غاز الميثان. وحتى تلك المرحلة، كانت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ تركز على ثاني أكسيد الكربون فقط، وهو أكثر الغازات المسببة للاحتباس الحراري وفرة.

ومع نفاد الوقت لمنع خروج تغير المناخ عن السيطرة، قال معدو التقرير إن الأمر يستحق النظر في مزايا وعيوب الهندسة الجيولوجية، أو التدخلات واسعة النطاق لتغيير الظروف المناخية، مثل حقن الغلاف الجوي بجسيمات لحجب الإشعاع الشمسي. كما  حذر التقرير دول العالم، بما في ذلك الدول الغنية- من أن الجميع بحاجة إلى البدء في الاستعداد لتأثيرات تغير المناخ والتكيف مع عالم أكثر دفئا.

وناقش التقرير الثاني الكيفية التي يجب أن يستعد بها العالم لمناخ أكثر دفئا، مؤكدا أن تغير المناخ أدى بالفعل إلى تأجيج الطقس شديد السوء في أنحاء العالم. وعليه حث التقرير الدول الغنية والفقيرة على حد سواء على التكيف الآن مع الآثار بما في ذلك موجات الحر التي باتت أكثر تكرارا والعواصف القوية وارتفاع مستويات سطح البحر.

وأوضح التقرير أن المناطق المختلفة تواجه مخاطر وتأثيرات مختلفة، وقدم رؤى محلية لما يمكن توقعه، حيث سيواجه الملايين الفقر وانعدام الأمن الغذائي في السنوات المقبلة مع تأثير تغير المناخ على المحاصيل وإمدادات المياه وتهديده بتعطيل التجارة وأسواق العمل.

و أعادت التوقعات المقلقة بشأن فقراء العالم إطلاق الدعوات لإنشاء صندوق "الخسائر والأضرار" الذي من خلاله ستعوض الدول الغنية الخسائر التي تتكبدها بالفعل البلدان الفقيرة نتيجة الكوارث الناجمة عن تغير المناخ، وهو مطلب رئيسي من جانب البلدان المعرضة للخطر المشاركة في محادثات "كوب27" في مصر.

وقال أحد المشرفين المشاركين في التقرير "الآن أو أبدا"، وذلك في النتائج التي نُشرت وأظهرت أن التخفيضات الحادة للانبعاثات في العقود القليلة القادمة هي الحل الوحيد لمنع خروج ارتفاع درجات الحرارة عن السيطرة. وقال التقرير إن المدن جزء كبير من مشكلة الانبعاثات لكنها أيضا مصدر رئيسي للأمل والحلول الإيجابية، لافتا إلى أن الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة والوقود النظيف يسير ببطء شديد.

ولم يركز التقرير فقط على الوقود الأحفوري والتصنيع، وحث على اتخاذ إجراءات قوية في الزراعة لحماية المناخ، إذ يمكن أن تساعد أساليب الزراعة وحماية الغابات بشكل أفضل في الحد من الانبعاثات، محذرا من أن تغير المناخ يهدد النمو الاقتصادي. وللمرة الأولى سلط الضوء على الحاجة إلى العمل على مستوى الأفراد، داعيا الحكومات إلى تطبيق سياسات تجاه تغيير عادات المستهلكين والنقل لتشجيع تقليل الهدر ورفع الكفاءة.

تعليق عبر الفيس بوك