حقيبتي الثقيلة وأتمتة التعليم

 

أحمد بن خلفان الزعابي

zaabi2006@hotmail.com

 

"حقيبتي ثقيلة ويداي تؤلماني".. عبارة قالها ابني حمد الذي يدرس في الصف الثاني الأساسي، حمد يشكو حاله كحال بقية أقرانه الطلبة الصغار من الوزن الزائد للحقائب المدرسية.

وماذا عساي أنا كولي أمر أو بقية أولياء الأمور أن نردُّ على أبنائنا فهم ينتظرون حلولًا حيث إن الرحلة الدراسية ستستمر عامًا دراسيًا كاملًا وهم مرة يجرون حقائبهم جرًا ومرات عديدة يحملوها عنوة على ظهورهم متنقلين عبر الحافلة بين المنزل والمدرسة وأزقتها وطوابقها ناهيك عن حالات تعثرهم بالحقيبة والأضرار المباشرة التي قد يتعرضون لها، والسؤال هنا هل نحن نُرسل أبنائنا إلى المدرسة للتعلم أم لكي يترك لديهم وزن الحقائب آثارًا في أجسادهم؟

في الحقيقة قد تكون هنالك حلولًا فردية من جانب بعض المدارس كتنظيم الجداول أو عمل خزانات للطلبة إلا أنَّ أبرز المبادرات جاءت من جانب مدرسة أحمد بن النعمان الكعبي بولاية السيب خلال العام 2019 عندما ابتكرت كتابا واحدا شامل لجميع المواد لكل شهر للصف الخامس، إلا أن الاستفادة من التكنولوجيا من وجهة نظري هي وحدها التي ستوفر حلولًا لمشاكل ثقل الحقائب المدرسية ووزنها الزائد، كما أنها بدون شك ستُساهم في الدفع بمستوى العملية التعليمية نحو التقدم والرقي، الأمر الذي سيُساهم في رفع المستوى التحصيلي، ونحن ندرك تمامًا أن اتفاقية رقمنة المناهج التي تم التوقيع عليها بتاريخ 22 نوفمبر 2020 بين وزارة التربية والتعليم الموقرة وبين شركة بي بي عُمان والتي تهدفُ إلى تحويل المناهج المدرسية إلى قوالب رقمية تفاعلية وجاذبة والتي سيتم إنجازها خلال 5 أعوام تتطلب الانتظار، ولكن الأضرار التي يُخلفها الوزن الزائد على أجساد أبنائنا الطلبة تتطلب التدخل من جانب الوزارة لحين جاهزية التحول الرقمي في منظومة التعليم.

كما إنني أستغرب حقيقة لماذا لا تتخذ وزارة التربية والتعليم قرارات عاجلة لمعالجة موضوع الحقيبة المدرسية؟ ولماذا لا تُفعِّل المنصة التعليمية "المنظرة" للصفوف من 1 إلى 4 بحيث يستأنف الدراسة من خلالها داخل الفصل وفي المنزل، أليست هي منصة مُعدّة للتعليم المدمج؟ لماذا لا تكون المناهج ضمن المنصة؟ وكتب التمارين هي وحدها المطبوعة فقط والتي تتوافر لدى الطلبة وبالتالي سنحقق أهدافًا عديدة بهذه الطريقة ستعود بالفائدة على المعلم بذاته والطالب وولي أمره، كما إنه بذلك ستحقق القيمة المضافة للمنصة التي من المؤكد أنها لم يتم تصميمها مجانًا؛ حيث كلف تصميمها جزءًا من موازنة التعليم، وبالتالي ستتحقق الأهداف التي أنشأت من أجلها هذه المنصة.

ابني حمد ورفاقه الطلبة يستحقون وقفه من جانب الوزارة لمعالجة موضوع الوزن الزائد للحقيبة المدرسية ولا بُد من اتخاذ قرارات عاجلة لإيجاد الحلول المناسبة التي تخدم الطالب وتحببه في التعلم.