اليوبيل الذهبي لنادي دبا

 

راشد الشحي

احتفل يوم الإثنين 24 أكتوبر 2022، باليوبيل الذهبي لنادي دبا الرياضي الثقافي بمُحافظة مسندم برعاية كريمة من معالي السيد إبراهيم بن سعيد البوسعيدي محافظ مسندم، والاحتفالية كانت محل إشادة؛ حيث كانت بمثابة أمسية عرجت على تاريخ النادي الذي أكمل منذ إشهاره 50 عامًا؛ بل كان التطواف ذا شجون؛ حيث شمل الحقبة التي سبقت عهد النهضة التي قادها السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- فشملت جهود الآباء المؤسسين لباكورة النادي بدولة الكويت الشقيقة في الخمسينات والستينات من القرن الماضي.

وكان للمخلصين من أبناء ذلك الجيل الدور الأسمى بتجميع أبناء الولاية في غربتهم وتكوين نواة لفرق رياضية لديها إسهامات رياضية وثقافية في دولة الكويت مع الفرق الأهلية؛ بل والأندية الرسمية هناك؛ حيث إن الحراك ذاته أسهم بتشكل فريقين متعاضدين ومتنافسين بشرف في الوقت ذاته، وينتميان للنشأه ذاتها ولاية دبا. وسُمي الفريق الأول بفريق شباب البيعة والآخر فريق الاتحاد، وكانت نتائج منافسات الفريقين سجالا يسودها طابع الحماس والتحدي، وبقي الحال على ما هو عليه حتى نهاية الستينيات؛ حيث رجع أبناء الفريقين بهويتين مختلفتين، وفي مطلع السبعينيات ومع النداء الأبوي المناشد للحمة والعودة لبناء الوطن والاستقرار الذي شمل البلاد، اندمج الفريقان تحت مسمى "نادي البيعة الرياضي الثقافي" والذي تم إشهاره رسميًا من قبل الاتحاد العماني لكرة القدم في عام 1972.

هذه المراحل والإنجازات في الخمسين عامًا المنصرمة كانت ثمرة لجهود مخلصة كما سبق الإشارة لها، وعطاءات سميت بأسماء رؤساء مجلس إدارة النادي طوال هذه الحقبة من الزمن ونالت الحفاوة والتكريم وعُلقت أسماؤهم على لوحة شرف النادي، متمنين دوام الصحة والعافية للأحياء منهم داعين بالرحمة والمغفرة لمن غيبه القدر المحتوم عنَّا. وقد ارتقى المنصة من ينوب عن اسمه من أبنائه أو ذويه خلال التكريم الذي كان بمثابة لفتة كريمة من إدارة النادي. وكان لمعرض الكؤوس والدروع والصور التذكارية القديمة لقدامى اللاعبين الأثر الطيب لمن حضر الاحتفالية، وخاصة جيل الناشئة والشباب، والصور تتحدث عن نفسها وفارق الإمكانات المتاحة؛ حيث كان الدعم أهليا متواضعا فقط.

اللمحة التاريخية للنادي وخاصة خلال سنوات الاغتراب ظاهرة صحية وروح من المنافسة الشريفة لها نماذج شبيهة في نطاق دبا عموما والباطنة؛ حيث عاش أبناؤها الظروف ذاتها والمثال الأقرب لاندماج فريقي شباب البيعة والاتحاد هو واقع حال شباب صحار وشباب مجيس بدولة الكويت في الحقبة ذاتها؛ حيث إن روح المنافسة الشريفة بينهما كانت نواة لناديين عريقين يشار لهما بالبنان الآن؛ حيث آثر الفريقان أن يتم إشهارهما منفصلين كل على حدة وهما ينتميان للولاية ذاتها، والمشهد تكرر في ظفار وفي صور كذلك.

ومن خلال تتبع التطواف العام للنادي والسرد التاريخي والأسماء التي تم تكريمها والإشادة بها نرى أنه من الإجحاف بمكان أن لا يكون هناك موضع لاسم المرحوم أبوعبدالله (علي الخصبي) الذي كان له الدور الأكبر في الكويت وكان المُؤسس لباكورة الفرق هناك التي تمخض عنها الاندماج فيما بعد، ومن ثم رأى النادي النور في العهد الجديد آنذاك، وقول نتمنى أن يعاد السرد وكتابة تاريخ النادي من جديد ويكفي تلك القامة شهادة أبناء البلد له بجهوده في تلك الأيام الخوالي، فإن كان تسلسل سرد الرؤساء جاء لما بعد الدمج والإشهار مثلا فمن المناسب بمكان وضع اسمه والإشارة لتاريخه الرياضي من ضمن قائمة المؤسسين لهذا الصرح فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله، والمقترح على إدارة النادي أن تقام دورة أو مسابقة رياضية أو ثقافية باسم "علي الخصبي" تخليدًا لذكراه العطرة وإسهاماته في الحفاظ على الشباب من فترات الفراغ في تلك الحقبة من الزمان.. مع تمنياتنا بالتوفيق للنادي في مسيرته على جميع الأصعدة.

تعليق عبر الفيس بوك