ناصر الشكيلي
حينما تكون الفئة المستهدفة في حراك مجتمعي هم شباب الوطن العربي، وفي أمر مرتبط ارتباطاً وثيقاً بعجلة التنمية المجتمعية التي تُعدُ أهم محركات التنمية الشاملة للمجتمعات، فمن المؤكد أن النجاعة ستفرض نفسها في المحصلة النهائية.
ملتقى إحسان العربي للمبادرات التطوعية في نسخته الرابعة والذي نظمته حملة "مبدعو عمان" على أرض سلطنة عُمان، وبمشاركة ثمانية عشر فريقًا من مُعظم دول الوطن العربي، تجمعوا لينثروا إسهاماتهم المُجتمعية على صعيد المبادرات التطوعية خلال ثلاثة أيام سادتها أجواء مفعمة بشغف التطوع وممزوج بروح الإبداع والابتكار. ولعلَّ مسابقة إحسان كانت الحدث الأبرز والأهم في الملتقى، والتي خُصِصت هذا العام للمبادرات التطوعية في مجال الصحة النفسية، تقديرًا للجهود التي بذلتها هذه المبادرات خلال جائحة كوفيد، والدور الذي قامت به جنبًا إلى جنب مع المؤسسات الصحية في جميع أرجاء الوطن العربي.
إسهامات كثيرة قدمها ملتقى إحسان العربي الرابع وفي قطاعات شتى فكان الإثراء المعرفي للمشاركين حاضرًا من خلال حلقات العمل التدريبية التي قدمها عددٌ من المختصين في الشأن التطوعي وفي جوانب مختلفة لامست وبشكل مباشر تطوير المهارات الشبابية في العمل التطوعي، كما كان للهدف الأسمى من الملتقى وهو تبادل خبرات شباب الوطن العربي من الخليج إلى المحيط حاضرًا في كل زوايا الملتقى وأوقاته، فكل زوايا المكان رغم كثرتها قد سجلت حديثًا جانبيًا بين أبناء الوطن العربي كان عنوانه الأبرز المبادرات التطوعية. كما كان الترويج السياحي للمعالم التاريخية والحضارية والسياحية التي تزخر بها محافظة مسقط حاضرًا كذلك وبقوة من خلال الجولات السياحية التي عرّفت الوفود المشاركة على تاريخ وحضارة سلطنة عمان والأماكن السياحية الجميلة. وبما أنَّ مسابقة إحسان كانت الحدث الأبرز فقد كان فارسها الدكتور مروان الشايب من دولة تونس الشقيقية لمبادرة مجتمعية تطوعية فرضت نفسها على جميع المبادرات رغم قوتها وفاعليتها المجتمعية، لما تميزت به من أثرٍ مجتمعيٍ لامس فئةً من أهم فئات المجتمع وهي فئة الأطفال والشباب. كما كان لجمهورية مصر العربية كذلك حضور مميز حيث تمكنت مبادرة دمج بلا قيود من الظفر بالمركز الثاني، وسجلت سلطنة عمان حضورها في المراكز الثلاثة الأولى بمبادرة سايكولوجية الشباب التطوعي التي حصلت على المركز الثالث وجائزة أفضل مبادرة في التسويق الإعلاني، وسارت جائزة أفضل مبادرة في الأثر المجتمعي لمملكة البحرين في مبادرة عطاء بلا حدود.
لا شك أنَّ الحضور الرسمي الذي حظي به الملتقى من أصحاب وصاحبات السمو وأصحاب المعالي وأصحاب السعادة سفراء الدول المشاركة أكّد على اهتمام القيادات العليا في الوطن العربي أجمع بالعمل التطوعي، كما كان لحضورهم الكريم وتفاعلهم الإيجابي دور بارز في الرفع من عزيمة الشباب وتشجيعهم للاستدامة في هذا المجال. وبما أن تنظيم مثل هذه الملتقيات وعلى مستوى وطننا العربي يتطلب دعمًا ماليًا كبيرًا وهو ما تكفلت به شركة تنمية نفط عمان مشكورةً للعام الثاني على التوالي والذي يعكس دورها البارز في المسؤولية المجتمعية.
