رسالة إلى أصحاب الجمال السائبة

 

علي الغيلاني

 

الحديث عن ظاهرة الجمال السائبة المنتشرة على طرقاتنا العامة والداخلية وما تسببه من مخاطر جسيمة وإزهاق للأرواح والممتلكات، ليس بالحديث الجديد فهي مشكلة باتت تتكرر وما زالت مستمرة تؤرق وتزعج الجميع، ولقد أخذت مساحة واسعة في مختلف منصات وسائل التواصل الاجتماعي وطرحت في مناسبات كثيرة وتناولتها تقارير وتحقيقات ومقالات صحفية ومقابلات إذاعية وتلفزيونية متنوعة وأصبحت واضحة لدى الجميع وخاصة الجهات المعنية وأصحاب وملاك الهجن.

ولكن ما زال مسلسل الحوادث المرورية المميتة التي تسببها هذه الجمال السائبة في طرقاتنا في جميع أنحاء سلطنة عمان تتكرر ومستمرة فقد تعودنا على سماع أخبار الوفيات والتي تكاد تكون يومياً لشباب في مقتبل العمر وعوائل رحلوا عن عالمنا وأخبار أخرى عن مصابين تعرضوا ومازالوا يعانون من إعاقات مختلفة فكم من امرأة ترملت، وطفل صار يتيم الأب أو الأم، وكم من بيوت أقفلت، وآخر أصبح مشلول الحركة بسبب تسيب وإهمال الجمال السائبة التي تتخطى الطرقات دون قيود نتيجة إهمال أصحاب الجمال السائبة وعدم فرض عقوبات صارمة تحد من هذه الظاهرة.

لكن رسالتي وسؤالي هنا موجه إلى أصحاب الجمال السائبة والجهات المختصة والمسؤولة عن هذه الحيوانات السائبة: إلى متى يستمر هذا النزيف المُؤلم على طرقنا؟؟ وسط مطالب مستمرة ومتكررة بتدخل عاجل وفوري من الجهات المختصة لفرض عقوبات صارمة وغرامات رادعة على من يترك جماله سائبة سواء في وضح النهار أو في جنح من الليل وأن تتم مصادرة الجمال التي توجد على الشوارع السريعة والداخلية؛ وكذلك نداءات دائمة لأصحاب الجمال السائبة وملاك العزب التي تقام على مقربة من الطرقات، فإهمالكم لهذه الجمال أُزهق الأنفس البريئة.

كلنا نؤمن بقضاء الله وقدره ولكن هذه الحوادث المميتة لها أسباب وجب الأخذ بها ومعرفة أسبابها ألا وهي إهمالكم وتسيب هذه الحيوانات أمات أرواحاً بشرية.

بالأمس فقدنا أخًا عزيزًا وغاليًا على قلوبنا، إنه بخيت بن سالم الغيلاني جراء حادث دهس جمل سائب.. بخيت أحد الشباب يحمل من الطيبة والاحترام ومشهود له بالأخلاق الحميدة والابتسامة الدائمة، ولم يترك خلفه إلا الاحترام ومحبة الناس له والذكر الطيب.

ونحن إلى جانب عائلتك الكريمة في مواجهة المصاب الجلل الذي ألمّ بنا جميعاً، وندعو الله أن يلهمكم الصبر والسلوان وإلى روحك نهدي الدعاء بالجنة، وعلى الأرض ستبقى ذكراك في القلب والعقل والبال ما حيينا.

‏ريب المنون مقارض الأعمار// وحياتنا تعدو إلى المضمار يا موت

أفنيت الأعزة فاقتصد// إن كنت ترحم عبرة الأحرار

‏نُعزي أنفسنا ونُعزيكم وتقبَّل الله الفقيد بواسع رحمته وغفر الله له وأسكنه فسيح جناته وألهمكم الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا اليه راجعون.

تعليق عبر الفيس بوك