مدرين المكتومية
تحتفل جريدة الرؤية اليوم الأربعاء، بيوم المرأة العُمانية، تلك المناسبة العزيزة على كل امرأة؛ بل ورجل، لأننا في عُمان نؤمن بقناعة راسخة بدور المرأة والرجل في التنمية، فهما طرفا معادلة النجاح، فالمرأة زهرة هذا الكون، ونبتته الأسطورية التي تشعّ ضياءً يُنير العالم، وليس في ذلك مبالغة أو تعظيم غير مستحق، فحواء البشرية هي النصف الآخر الذي خلقه الله ليكتمل إعمار الكون وليحيا بنو آدم في استقرار وتقدم.
وللمرأة العُمانية خصوصية فريدة بين نساء العالم، فعلى مدى الحقب الغابرة والأزمنة الماضية، برهنت المرأة على قدرتها الكبيرة على القيام بما يُناط بها من مهام ومسؤوليات، وساعدت الرجل في كل تفاصيل الحياة، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وهذا يؤكد نظرتنا الدائمة للمرأة على أنها تستمد قوتها ذاتيًا، لتنشرها في أنحاء هذا الكون، فيعمُر ويزدهر ويتقدم. وعندما ننظر إلى ما حققته المرأة العُمانية من إنجازات، فلن يكفي هذا المقال ولا غيره لحصرها، فما أحرزته نساء عُمان خلال مسيرة كفاحهن يعجز القلم عن كتابته، لكن يمكننا التعبير عن شعورنا بالفخر والزهو بكل فتاة وامرأة، صغيرة أو كبيرة، عاملة أو ربة منزل، فكُلهن مكافحات مثابرات مجيدات.
الحديث عن المرأة يستدعي على الفور ذكر مآثر كل أمٍّ ربت وسهرت الليل من أجل راحة أبنائها، وهنا أذكر بكل الخير أمي- طيب الله ثراها- التي ظلت حتى آخر لحظة في عمرها تهتم لأمر أبنائها لا سواه، تصب لنا الحنين في أكواب الرحمة والعطف، تُعلمنا كيف نعيش في هذه الحياة بكل جلدٍ وصبرٍ، تمنحنا الحب كل صباح مغلفاً بالرعاية التي لا مثيل لها، نخطئ فتسامح، نغضب فتصفح، نثير الأزمات فتطرح الحلول بلا تردد، نفشل فتكون هي المُحفز الأول لنا على النجاح، نتعثر فتضع لنا يدها كي نعبُر، ننزلق في المشكلات فتمحو بحكمتها كل خطأ. هكذا هي الأم العُمانية، معطاءة، عطوفة، رؤوم، تهب بلا تفكير، وتمنح ببذخ، لتؤكد أنها صاحبة الفضل على كل إنسان، فالأم كما يقول الشاعر "مدرسة"، يتعلم فيها الأبناء قيم الحياة والكفاح، وينهلون منها معاني العطاء والبذل.
المرأة العمانية نجحت في شتى ميادين العمل، فغني عن القول إنها مهندسة وطبيبة ومحامية ووزيرة ووكيلة وزارة وسفيرة ودبلوماسية ومُعلمة ومُبرمجة وباحثة، وغيرها الكثير من التخصصات النوعية التي أثبتت فيها المرأة العمانية جدراتها وكفاءتها؛ لذلك جاء الوصف الأجمل والأروع للمرأة العمانية على لسان السيدة الجليلة حرم جلالة السلطان المعظم- حفظها الله ورعاها- عندما قالت: "... شكرا لكل عُمانية تنبت بين يديها رياحين البذل والعطاء، ولنمضي قدمًا يدًا بيدٍ تحف خطانا يد الرحمن، نبني وطنًا يتنفس العالم من عطاءاته، يرتقي هام السماء ويملأ الكون الضياء"، هكذا جاءت بلاغة الخطاب من السيدة الجليلة- أعزها الله- وهكذا تستحق المرأة العمانية من كلمات تُنصفها وتُعزز من مكانتها التي تحظى بها في المجتمع، عزيزةً.. متميزةً.. مرفوعة الهامة.
إنني ومع احتفالنا بهذه المناسبة العزيزة، أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى سيدتي الجميلة الرقيقة الأنيقة، السيدة الجليلة حرم جلالة السُّلطان المفدى، وأسأل الله لها التوفيق والسداد والنجاح في كل خطواتها.. كما أتوجه بأطيب التهاني إلى كل امرأة تعيش على هذا التراب الغالي، وأقول لها: أنتِ زهرة هذا الكون، ونبع تدفق العطاء فيه، أنتِ العين التي تحمي المجتمع، واليد الحانية التي تربت على أكتاف كل مُثابر، أنتِ القمر المضيء في السماء، أنتِ نجمة في سديم هذا الكون.. فكل عامٍ وأنتِ في خير وسرور، كل عامٍ والمرأة العُمانية في رخاء وازدهار.