حوارٌ ليس كأي حوار

 

سعيد بن خليفة السعيدي

سألني أبنائي يا أبانا لمن تريدنا أن نصّوت هذا العام في انتخابات المجلس البلدي، فقلت لهم لا أعرف أسماء المترشحين للمجلس البلدي هذا العام، فقالوا لي: لا لا يا أبانا، نبشرك بأننا عرفنا اثنين من المترشحين إنهما من قبيلتنا فمن منهم تريد أن نصوت له؟

فقلت لهم: أحبهم وأقدرهم جميعًا وأتمنى لهم الخير والتوفيق. فقالوا لي: ولكن يجب أن تحدد يا أبانا من الذي تريد أن نعطي أصواتنا له.

قلت لهم: يا أولادي إن التصويت يجب أن يكون لواحدٍ فقط وعلينا أن ننتظر حتى تكتمل الأصوات من الولاية ككل وأنصحكم أن تبحثوا عن الأفضل من الولاية بشكلٍ عام وليس من خلال الأهل أو القبيلة أو الحارة وعليكم أن تتيقنوا وتحذروا لأنَّ الشخص المتقدم سيكونُ عمله هو ما سيعودُ بالنفعِ أو الضرر لنا جميعاً.

اعطوا أصواتكم لمن تعتقدون أنه شخصٌ وطني مجتهد معروف بالإخلاص والتواضع والنزاهة وقول الصدق، ومعروف في الولاية بأخلاقه الحميدة وأن يكون بعيداً عن الأنانية، يقول الحق ولو على نفسه ولديه من الثقافة والمعرفة والكياسة وليس بالضرورةِ أن يكون من حملةِ الشهادات العليا وأن يكون صادقاً فيما يقول بنية العمل الجماعي والمصلحة العليا للوطن وليس البحث عن مجدٍ شخصي أو مكتسباتٍ فردية أو دون ذلك.

هذا اعطوا أصواتكم له دون تردد، هذا واجبكم وأتموه على أفضل ما يكون قالوا: هذا جميل يا أبانا ولكن الجماعة من القبيلة سيغضبون علينا.

قلت لهم: يا أبنائي ورفعًا للحرج فإنَّ الحكومة عمدت إلى نظم وقوانين ترفع الحرج؛ حيث إنهم سيسلمونكم ورقة وفيها أسماء وصور المترشحين وسوف تذهبون إلى مكان خاص لا أحد يراقبكم فيه إلا الله الذي يأمركم بالأمانة وحسن العمل لذلك أشّروا على الاسم الذي عقدتم عليه نية التصويت وضعوها في الصندوق وبذلك يتم رفع الحرج وحسن الاختيار.

 فقالوا لي: إذا كان هناك حرج وزعل ورضا، فمن الأفضل ألا نذهب من الأساس. قلت لهم: لا يا أولادي التصويت واجب وطني، وأنتم تقدّرون الوطن ومؤكد أن صوتكم مؤثر وفاعل في المجتمع، ونتمنى لوطننا وولايتنا التطور والازدهار، وإن وضعنا صوتنا في مكانه فإننا سنصل إلى ما نريد.

أولادي الأعزاء.. أريدكم أن تشاركوا وتجتهدوا ليعمّ الخير علينا وعلى الجميع، ولا تنسوا أن الوطن رباكم وكبركم وعلمكم وله الحق أن تجتهدوا بإخلاصكم في العمل من أجله وبأصواتكم وعملكم وعلمكم ستساهموا في بناء عمان أمكم الحنون، متمنيًا لكم حياة سعيدة وغدًا مشرقاً من خلال تكاتفكم ورؤيتكم للعمل الجماعي إنه هو الذي سيحقق أمانينا جميعًا وإن البعد عن النظرة الفردية سيكون له مردود إيجابي شامل وقبل أن نلوم المجلس على أدائه وعمله، فإنَّ دورنا الاختيار الصحيح كي لا نلوم أنفسنا.

هيا بنا لكي نصوت ونشارك الوطن في ملاحمه التاريخية.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة