مقترحات إلى وزارة التربية والتعليم

 

هلال بن حمد النعماني

omanoor101@gmail.com

(1)

لا نعلم المُبررات التي بموجبها قررت وزارة التربية والتعليم تطبيق منهج كامبريدج في المواد العلمية ونقله برمته إلى السلطنة ليدرسه أبناؤنا، هل لمجرد التحديث والتجديد؟ وهل كانت مخرجات المنهج السابق ضعيفة المستوى في المواد العلمية وخاصة عند التحاقهم بالجامعات الخارجية؟ ولماذا لم يتم إعداد المناهج العلمية في السلطنة؟ فلدينا من الخبرات العلمية القادرة على إعداد مناهج علمية رصينة عالية المستوى تتوافق مع بيئة المجتمع ومنسجمة مع مسار العملية التعليمية في البلاد دون تكلفة مادية كبيرة ودون شروط خارجية، وكان يمكن أن يتم ذلك بالتعاون مع بقية دول مجلس التعاون الخليجي للخروج بمناهج علمية متطورة وموحدة.

في العام الدراسي الحالي يتم تطبيق منهج كامبريدج على طلبة الصف الحادي عشر لأول مرة وبالتالي سيكون المنهج جديدًا على المعلمين والطلبة على حدٍ سواء، وسيفقد الطلبة ميزة التراكمية في الشروحات ونماذج الاختبارات لسنوات عديدة كانت متوفرة في المنهج السابق، وهذا يشكل تحديًا حقيقيًا للطلبة، ويفترض في وزارة التربية أن تكون لها خطة لسد الفجوة من الخبرات المتراكمة للمنهج وتكون هناك مراعاة وتأهيل نفسي وعلمي للطلبة لاجتياز المرحلة العلمية بأكبر حصيلة علمية، والكلام هذا ينطبق على نفس الطلبة في العام الدراسي القادم للصف الثاني عشر حيث سيتم تدريس منهج كامبريدج لأول مرة في هذا الصف.

هناك حقيقة مؤكدة أن المنهج السابق أخرج جيلًا من الطلاب نافسوا طلاباً في جامعات عريقة وحققوا مراكز متقدمة والآن نسمع عن العديد من العمانيين لهم السبق في المسابقات الدولية في مجال الابتكار العلمي، وبالتالي المنهج السابق كان بحاجة لبعض التحسين وليس الإزالة.

ومن عيوب منهج كامبريدج وخاصة في مادة الرياضيات كثرة الحشو وتفصيلات علمية ليس بحاجة لها الطالب في مرحلته الراهنة أي أنه منهج فضفاض في مادته العلمية.

(2)

على الرغم مما يسوقه التربويون من حجج على أهمية الطابور المدرسي إلا أنَّ الذي نراه كواقع عملي أنه ممارسة مرهقة للطالب تستنزف طاقته في أول الصباح وخاصة في أجوائنا الملتهبة، يقف الطالب في الحر الشديد لما يربو على النصف ساعة يكون فيها مشتت الذهن والبعض يمكن أن يُغمى عليه، إلى جانب أن الطالب قبل أن يدخل باب المدرسة قد انتظر حافلة المدرسة مدة لا تقل عن نصف ساعة تحت أشعة شمس إضافة مشوار الذهاب إلى المدرسة الذي يستغرق مدة ليست بالقصيرة. وهنا أنقل لكم كلام بعض الطلاب لما سألتهم عن الطابور "الطابور ما منه فائدة ونكون فيه حرانين وعرقانين وندخل الصفوف مرهقين ورائحتنا كريهة"!

إذن لماذا نكلف أبناءنا بأمر لا يدخل في صلب العملية التعليمية ويشكل مشقة لهم؟ لذلك نقترح إلغاء الطابور الصباحي.

(3)

أن تكون حصة المعلم أو المعلمة من العبء التدريسي خمسة أو سبعة فصول وفي كل فصل 35 طالبًا، فكيف للمعلم أن يؤدي أمانة التدريس على وجهها الصحيح لكل هذا العدد من الطلاب؟ لذلك على وزارة التربية والتعليم زيادة عدد المُعلمين والمعلمات، وتوظيف موظفين إداريين في المدارس للقيام بالأعمال الإدارية الملقاة على عاتق الهيئة التدريسية لتفريغهم لمهمة التعليم فقط. كما إن على الوزارة أن تقيم الورش التدريبية للمعلمين والمعلمات في الإجازة الصيفية وليس أثناء الدراسة، فطلبتهم بحاجة إليهم.

(4)

إنَّ الموسيقى والرسم من الفنون الجميلة التي تنمي في الإنسان الحس المرهف وتسمو بذائقته الجمالية إلا أنَّ إلزامية تدريسها كمادة علمية تجعل منها عبئًا دراسيًا ثقيل الظل، والأصل في ممارسة هذه الفنون هي الموهبة والتي غالبًا ما يُفطر عليها الإنسان وتكون معه منذ الصغر، والذي نراه في مدارسنا أولًا إلزامية تدريسها للجميع، ثانيًا تدريسها كعلمٍ بتعمقٍ في التفاصيل العلمية التي يفترض أن يدرسها من له موهبة في الكليات والمعاهد المختصة.

والذي نقترحه لوزارة التربية أن تبسط مادتي الموسيقى والرسم وأن يتم تقديمهما لطلبة كممارسة وليس كعلم تخصصي تجريدي، وأن تكون ضمن باقة من المواد الاختيارية الأخرى كالبرمجة والتجويد والآباكس، وهذه الأخيرة مهمة جدًا لتنمية المهارات الذهنية الحسابية والتي سيستفيد منها الطلبة في مسيرتهم الدراسية.