الصين.. 73 عامًا من الإنجازات

 

تشو شيوان **

احتفلت الصين في الأول من أكتوبر الجاري بالذكرى السنوية الـ73 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، وخلال عطلة العيد الوطني الصيني، يرفرف العلم الصيني في كل أنحاء البلاد، وتتزين البلاد بالزهور والزخارف، وتسود الأجواء الاحتفالية، الأمر الذي يمثل حب الوطن والتغني بإنجازاته، وبما أننا دولة تعتمد على الإنجازات، فأردت أن أشارككم في هذه المساحة بعضًا من الإنجازات الصينية التي تكللت بالنجاح طيلة هذه المسيرة.

وتأسست جمهورية الصين الشعبية في عام 1949، لتكون الصين بذلك دولة مستقلة ذات سيادة، تتطلع لبناء مؤسسات حديثة بمقومات تتناسب مع العصر، وخلال هذه السنوات الماضية حتى يومنا هذا صعدت الصين في طريق التنمية والتطور صعودًا لافتًا، ولم يمض أكثر من 15 عامًا على التأسيس وتحديدًا في عام 1964 نجحت الصين في تجربة تفجير قنبلتها الذرية الأولى، وبعدها بست سنوات أطلقت بنجاح أول قمر صناعي، وتوالت الإنجازات العلمية لنصل لعام 2021، وقد بنت محطتها الفضائية الخاصة، ووصلت إلى المريخ في ذات السنة، ومن قبلها وصلت إلى الجانب المُظلم للقمر محققة إنجازات غير مسبوقة في العديد من المجالات.

التنمية الصينية والإنجازات الاقتصادية العظيمة لم تحدث بين ليلة وضحاها، فالمعجزة الاقتصادية بدأت عام 1978 عندما بدأت الصين تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح، الأمر الذي أثار إعجاب العالم، فبهذه السياسة أصبحت الصين مصنع العالم، وحققت أعجوبتها التنموية، حيث أصبحت ثاني أكبر اقتصاد في العالم عام 2010، وحسب الإحصائيات والتحليلات من قبل المتخصصين الاقتصاديين فإن الصين في طريقها ومسارها الصحيح لتصبح القوى الاقتصادية الأولى عالميًا.

الصين اعتمدت فلسفة خاصة في نظامها الداخلي؛ نظام أسمته الصين "الاشتراكية الحديثة" والتي تعتمد بشكل أساسي على الانفتاح العالمي، وهذا ما دأبت الصين على تعزيزه خلال السنوات الماضية، الاشتراكية الحديثة أو الاشتراكية ذات الخصائص الصينية كما يحلو للبعض تسميتها فتحت للصين آفاقًا أكبر للتجارة العالمية، وقامت الصين بتعزيز نظام تجاري ومالي عالمي متعدد الأطراف، والنظام الصيني الاشتراكي قائم على منع الحمائية بجميع أشكالها واتجاهاتها، ونجحت الصين في دعم اقتصادها الداخلي وتشجيع الاستثمار القائم الابتكار والعلوم المتقدمة، وأيضًا أشركت الصين القطاع العام ليكون منافسًا قويًا للقطاع الخاص، وذلك للحفاظ على التوازن في السوق ومنح الدولة القدرة على مراقبة الأسواق وحمايتها من الأزمات والتلاعبات.

في عام 2020، أعلنت الصين تحقيقها «انتصارًا كاملًا» في معركتها ضده الفقر، وتم انتشال ما يقرب من 100 مليون شخص من الفقر من فقراء الريف والمناطق النائية، الخطة الصينية بدأت عام 2013 أي أنه خلال 7 سنوات حققت الصين معجزة تاريخية لم يكن أحد يتوقعها، وقد وضعت الأمم المتحدة خططها وتوقعاتها بأن تنجح الصين في مساعيها بالقضاء على الفقر عام 2030 ولكن بفضل الجهود الكبيرة التي بذلت تم تحقيق الهدف قبل  10  سنوات، المعجزة الصينية لم تكن سهلة لكن نتائجها مبهرة، فأنت تتكلم عن أكبر عدد سكان في العالم وتُخرجهم من دائرة الفقر نحو حياة مليئة بالرفاهية، وهذا ما يدعوني لتسميها بالمعجزة حيث إن الصين وضعت خطة محكمة قائمة على تخصيص نموذج فعال مبني على كل حالة من الحالات في كل منطقة بشكل خاص لإخراجها من الفقر، وبرأيي أن هذا الإنجاز واحد من أعظم الإنجازات الصينية خلال هذه المسيرة.

التنمية الصينية التي حققتها الصين خلال الـ73 عامًا الماضية، رفعت من كفاءة جميع الخدمات الأساسية للمواطنين من صحة وتعليم، وأسست لهم حياة كريمة متساوية الفرص، وأصبح الشعب الصيني يتمتع بحقوق قد تكون المثلى في هذا الزمن خصوصًا مع كثرة التقلبات الاقتصادية والمعيشية في العالم، والحقائق تقول أيضًا: إنه وعلى مدار الـ60 عامًا الماضية، تضاعف متوسط العمر المتوقع في مقاطعة شينجيانغ كمثال من 30 عامًا إلى 72 عامًا، وهذا وإن دلَّ فيدل على حجم التغيرات الإيجابية التي حدثت في الصين سواء على مستوى العمل الحكومي ومعيشة الشعب منذ تأسيس الجمهورية الحديثة.

ومن أعظم الإنجازات الصينية أيضًا أنه خلال هذه السنوات ورغم دخول العالم في صراعات كبرى إلا أن الصين التزمت بسياسة السلم والسلام مع العالم، وبهذه السياسة حافظت الصين على نهج معتدل في التعامل مع مختلف القضايا والملفات الدولية ونعم الشعب الصيني بحياة فيها من الأمن والأمان الكثير.

لقد حققت الصين خلال المسيرة الكثير من الإنجازات ومستمرة في خططها الطموحة لتحقق جميع الأهداف والتطلعات الطموحة والمشروعة وبشكل سلمي قوامه السلام والتنمية العالمية.

** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية