ذكريات

 

عائض الأحمد

 

مات منذ زمن، كما يقولون، وترك أثرًا فماذا تركت أنت؟ لم يكن استفاهمه بريئًا ولن يكون، فأمثال هؤلاء يعيشون في المستنقعات على هيئة بشر يظهر لك جمال الإنسان بفطرته الإلهية ويبطن مكتسباته العدوانية التي جُبِلَ عليها عادةً وتطبعًا ومسايرةً، لمن يحيطه من ثلة اختارهم.

الوقت وبعض النافذين في مجالك أيًا كان، ليس لديهم ما يقدموه لك إن كانت مصلحتهم تقتضي إجراء "متطرفًا" ضدك، متجاهلين كل خدماتك السابقة، فهي لا تعنيهم الآن، ولن تعطيك أولوية مهما بلغ بك الحال. "البزنس عايز كدا" وكأنك طرفا في حرب نووية أو مسؤولا في قاعدة عسكرية تنطلق منها راجمة صواريخ وعليها أن تكون قريبة من الصراع الدموي المفتعل لإخراجك من دارك وأهلك ووطنك، حفاظًا على مصالح القوم وعدم المساس بها، ظنًا منهم أنك خطر يجب إبعاده، بعد أن كنت دليلًا للمارة وبرجَ مراقبة عالي المقام، يُشاهدك الزائر عن بُعد؛ بل وتقاس بك المسافات قبل الاقتراب، فماذا تغير الآن؟

يقاتل البعض من أجل البقاء فقط ويُقاتل كثيرون من أجل التخمة والترف، الغريب أنَّ هؤلاء هم من يضعون الخطط ويقيسون حجم الحاجة، دون أن يشعروا بها يومًا.. تذكرت الفتى الشاعر حينما نسب لنفسه تلك القصيدة الشهيرة وكأن غباءه لم يسعفه بأنها قيلت في العصر الجاهلي لك الله يا لبيد ابن ربيعة، حينما قلت:

أَتَجزَعُ مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ بِالفَتى

وَأَيُّ كَريمٍ لَم تُصِبهُ القَوارِعُ

 لَعَمرُكَ ما تَدري الضَوارِبُ بِالحَصى

وَلا زاجِراتُ الطَيرِ ما اللَهُ صانِعُ

الغافل منِّا يُشيْطِن ذاك الفتى، ولن يأتي على سيده تزلفًا.

ختامًا: من سعة الله عليك أن أعطاك المال، فلماذا تحجبه عمن استجارك؟

*****

ومضة:

حال بينه وبين "الهكُّ" أغصانا ظليلة.

يقول الأحمد:

هي كذلك لن تبلغها بقوتك، ولن تنالها بحلمك، ولكنها ستأتيك إن قُدِّرَت لك.