إسماعيل بن شهاب البلوشي
تتزاحم المُعطيات والأخبار المزعجة عن توجه العالم إلى ما يُمكن القول إنه الانزلاق الفعلي إلى حرب نووية أو غير ذلك، فإن التحليل الحاضر دومًا أن ذلك تهديد ليس أكثر، وأن العالم به من يُفكر وهناك من العقلاء الذين بدورهم لن يسمحوا بذلك بأيِّ ثمن.
كل هذا وارد، لا شك، والجميع يعلم أن الأسلحة النووية هي أقرب إلى سلاح ردع، وليس للاستخدام الفعلي، كما يعلم الجميع أن الاستخدام لهذا السلاح يعني أن المجهول ينتظر الأرض ومن عليها، هذا إذا بقيت في مدارها الطبيعي أصلًا. ومع ذلك، فإنَّ ما يقابل فكرة "لا يمكن" أنه لا توجد لها أسس حاسمة ومطلقة، ولذلك وبأي نسبة- مهما كانت- يمكن أن يحدث ما لم نتوقع حدوثه يومًا، بدليل أنَّ الكثير من الدول عملت على إنتاج ملابس واقية وأدوية وقاية وملاجئ كافية للعيش فيها لفترة طويلة؛ بل إنها عملت على إيجاد أساليب قيادية لإدارة المرحلة في الملاجئ أو حتى بالطائرات التي يمكن أن تمكث في الجو لفترات طويلة. هذا فقط ما هو مصرح به، ومن المؤكد أن هناك أسرار من معدات وطرق وأساليب طي الكتمان.
وحتى إذا كان الافتراض أننا لسنا في مواجهة مباشرة أو عداء أو أننا طرف رئيسي في هذه المعادلة، إلا أن الأمر وتوجّه الدول وحجم الكارثة والعوامل الجوية، أكبر بكثير مما نتصور. الأمر الآخر الذي نحن بحاجة إلى التفكير فيه أن بعض الممكنات من الحياة لتجنب ما يمكن تجنبه قد يحتاج توفيرها إلى وقت قد لا يكون في صالحنا، ونعم إنني دومًا لست مع التهويل، لكن لست مع سباق شراء مواد تسوَّق بغرض دفع المال وحسب، وهي من الأنواع التي تنتهي صلاحيتها بسرعة، إلا أنَّ بعض الجوانب لا تسبب أي خسائر فعلية من إقامتها. أولها: نظام الملاجئ والتي لا تخلو أي دولة منها اليوم، وثانيها: الاستدامة الغذائية، والتي قد لا يكون النظر إليها فقط التخزين لفترات محددة، ولكن تأمينها لسنوات.
وأخيرًا.. إلى كل من هو معني بدراسة واستشراف المستقبل، وإذا آلت الحياة يومًا إلى أن تعيش كل دولة بما لديها، فسيكون للماء أهمية لا تعلوها أهمية، ولأن عُمان تتوقف عنها الأمطار فترة وتعود فترة أخرى، وتعوض كل ما فات، فإن علينا وبحكمةٍ بالغة أن نلتقي مع هذه الحقيقة بكل إيجابية، وأن نبني سدودًا بطرق علمية، والاستفادة من الإبداع الحالي للمواطنين وليس من موظفين يسيرون على نمط تقليدي، وكذلك اختيار الأماكن المناسبة مثل غلق فتحات الأودية في الجبال والتي تحتاج إلى جهد أقل وتخزن مياه أكثر، وإذا قمنا باستثمار ملياري ريال في هذا الجانب وصرفت على أيدي بها من الحكمة والمعرفة والصرفة المناسبة ووُزعت على كل الوطن بطريقة جيدة، فإننا لن نخسر شيئًا؛ بل العكس في استثمارها ربح في كل الأحوال، شريطة أن لا تكون بندًا ماليًا يأتي لوزارة معينة؛ لأن ذلك يعني تصريفها، وليس الاستفادة كما نتمنى، وستذهب في ثلاثة أو أربعة سدود الحديث عنها كثير والواقع شيء آخر.