رياضتنا بين مضرب وطاولة ومخلب صقر

 

المعتصم البوسعيدي

نصلُ في كثيرٍ من همومِنا الرياضيةِ إلى نهايةِ نفقٍ مُظلم، ونتوهُ في دهاليزهِ حد الشتات والتبعثر والإحساس بالعجز، ونلعنُ الظلام لعدم وجود شمعة، لكن قد تبرقُ ومضة تجعلنا نعيشُ بضعِ لحظاتٍ ربما لو أمسكنا بتلابيبها سنخرجُ ونعلنُ الخلاصَ والنجاة.

رياضتنا تنتعشُ بإقامة البطولات الرياضية ذات المستوى العالي، لذلك نحن وإن لم نحققُ الإنجازات الرياضية على صعيد حصدِ البطولاتِ والميدالياتِ الدوليةِ والقارية، فإن استضافة الأحداث ووضع سلطنة عُمان على خارطةِ الدول المُستضيفة لأهمِ البطولات والملتقيات سيسهمُ- بكل تأكيد- في عمليةِ البناء الصحيح ويعززُ من إمكانيةِ التغيير والتطوير، وما يقوم به الاتحاد العُماني لكرة الطاولة مثال يُحتذى في ذلك؛ فنحنُ نشهدُ هذه الأيام تنظيم بطولة عُمان التنافسية لكرة الطاولة لعام 2022، وسط مشاركة واسعة على مستوى الدول المشاركة والمشاركين على حدٍ سواء، عدا أن الاتحاد دشنَ قبل فترة بسيطة شعار بطولة العالم للرواد لكرة الطاولة والتي من المُزمعِ إقامتها في عام 2023، والتي ستتخطى المشاركة فيها سقف 4 آلاف مشارك من جميع أنحاء العالم، الأمر الذي يعزز من مكانة عُمان ويرفع من سقف الطموحات، خاصة مع ظهور منتخب كرة الطاولة المتطور كمًا ونوعًا.

لقد بدأ هذا الأسبوع بومضةِ أمل من أرضِ النهار؛ "ديرة" آل الصباح وجه الخير على العُمانيين؛ إذ سبق وأن تعملقت كرتنا على إستاد جابر عند حصادِ ثاني ألقاب الخليج، أما هذه المرة فالأمل كان معقودًا على سكرٍ يذوب مع الحليب، وصقر حاد المخالب، وقد كان على الوعد والعهد، وصيده "على قدرِ أهل العزم"؛ فتأهل لنهائي غرب آسيا في بطولة الاتحاد الآسيوي للأندية على حساب زعيم الكرة الكويتية وأخضرها الجميل، ونثرَ السيب الفرح في ليلة عُمانية "كهربائية" بامتياز، وبات الكأس الآسيوي أقرب لنا من أي وقتٍ مضى؛ حيث سيحتضن إستاد السيب في ليلة من ليالي أكتوبر القادم، الكأس، أين يلتقي ممثل الوطن السيباوي بشقيقه الرفاع البحريني، وهناك ستتقاطر- بلا شك- الجماهير الصفراء من كل المحافظات لترسم لوحة البهجة مع أمنيات الفوز والانتصار.

تلكمُ رياضتنا التي تعيش بين مضرب صغير لا يدق نعشها؛ بل يقذف كرة الأمل على طاولة الأمنيات، وتلكمُ رياضتنا التي ستكون فريسة الصقر ليس ليقتلها؛ بل ليحييها في صدورنا المتعبة- رياضيًا- ونحن الذين اتعبنا الانتظار، ومع ذلك إيانا وأياكم أن نعتقد أننا في الطريق الصحيح؛ فهذه مجرد فرص تحتاج من يستثمرها بالعمل المُمنهج والاستمرار، وإلا ثم وإلا "كأنك يا زيد ما غزيت"!