راشد بن حميد الراشدي **
شيعت ولاية سناو أحد مشائخها الأجلاء في علو قدرهم وأفعالهم ومكانتهم بين العباد وعند رب العالمين، ولا نزكي على الله أحدًا.
رحل اليوم الجمعة إلى جوار ربه تتبعه دعوات الصالحين بأن يغفر الله له وأن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة مع الأنبياء والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.. إنه الشيخ الجليل الزاهد الورع محمد بن عبدالله البراشدي صاحب الابتسامة الصادقة والمُحيا الودود، هو الذي لا تفارقه تلك الابتسامة في صحته وفي مرضه ومع ابتلائه وإعاقته منذ سنوات بعد سقوطه من أعلى نخلة في بستانه.
عاش- رحمه الله- بسيطاً ذاكراً لله، مجتهداً في عبادته صادقًا مع الله قولا وفعلا، واشتهر بكتابة صكوك المحكمة في ولاية سناو، ثم في دائرة الكاتب بالعدل بعد ذلك حتى تقاعده، حين كان لا يألو جهداً في خدمة جميع من أتى إليه لكتابة تلك الصكوك، ولو كان يذهب معهم إلى أي مكان مهما بعُدت مسافته.
كان- يرحمه الله- ناصحاً أمينًا في عمله وحياته، يسير بين الناس بالإصلاح، ما استطاع إلى ذلك سبيلا؛ فسيرته العطرة بين أهله والناس في بلدته على كل قلب، فهو رجل لمس وعاش مع تلك النفس التقية النقية المؤمنة وابتسامته التي لا تفارق محياه؛ هي ديدنه، فترى ترحابه الدائم بالصغير والكبير ما يجعلك محبًا مأسورًا بتلك الشخصية الطيبة.
رحل الوالد محمد بن عبدالله البراشدي إلى رحمات ربه، وأثره ممتدًا بإذن الله في إخوانه وأولاده الصالحين، الذين نحسبهم بإذن الله خير خلف له، ولذكراه الطيبة المشرقة.. رحلت الابتسامة وبقي الأثر، ونسأل الله لنا ولكم ولجميع المؤمنين المغفرة في هذا اليوم المبارك.
** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية