خليل البلوشي وخالد حرية

 

سالم بن نجيم البادي

مع التقدير والاحترام للمُعلق الرياضي المُبدع خليل البلوشي على مواقفه النبيلة والمشرفة من قضايا العرب والمسلمين وخاصة قضية فلسطين، وانحيازه للمواطن العماني وإيصال همومه ومطالبه إلى الجهات المختصة، إلّا أنه قد تسرع في انتقاده لخالد حُرية وجانبه الصواب، وقد أسرف وتجاوز الحد حين ألصق بعض التهم بخالد حرية والتي ترقى إلى مستوى القذف الذي يعاقب عليه الشرع والقانون، إذا سيقت جزافًا.

ولو أنَّ خليل لجأ إلى نصيحة السر وهو المشهور الذي يستطيع أن يصل إلى الوجهة التي يُريد، وإن من هدي النبي عليه الصلاة والسلام، النصيحة في السر وعدم التشهير بالناس. وكان يمكن لخليل أن يتواصل مع الجهات ذات الاختصاص، هذا إن كان لديه الأدلة الدامغة التي تثبت ما رمى به خالد حرية، لا أن يشهّر بالرجل على الملأ!

ومرة أخرى ودائمًا أتساءل: هل أخلاقنا هشة ونخاف أن تذهب مع الريح؟ هذه أسباب وهمية وعارضة، ونحن أهل العراقة والأصالة ومتمسكون بالإسلام والعروبة حد المثالية، على الأقل كما ندعي، وهل ديننا يمكن أن يُخدش من رجل مرَّ على ديارنا ذات خريف؟ مع العلم أن معظمنا يتابع خالد حرية في مواقع التواصل الاجتماعي دائمًا.

ثم إن خالد حرية قد دخل تحت سمع وبصر الجهات المسؤولة عن أمن وسلام واستقرار الوطن، وهو ضيف علينا، ومن أخلاق العرب إكرام الضيف واحترامه وتوفير الحماية له حتى يُغادر معززا ومكرما بغض النظر عن من هو!!

وخالد حرية ضيف عزيز وكريم واشتهر بالكرم والطيب والكلام الجميل عن عمان وأهل عمان.

لقد أخطأ خليل البلوشي، ولعله يدرك الآن أنه أخطأ، بعد ردود الفعل التي استنكرت في معظمها ما قام به.

إن الحفاظ على الأخلاق يتم أولًا من خلال التربية السوية في الأسرة والمسجد والمدرسة والعودة إلى تطبيق تعاليم الدين الحنيف، وليس بهذه الطريقة الاستعراضية والتي ربما يكون ضررها أكبر من نفعها. والله من وراء القصد.