المجالس الحسينية وضريبة البلدية بمطرح

حيدر بن عبدالرضا اللواتي

haiderdawood@hotmail.com

يضطر بعض أهالي مدينة مطرح في ليالي الجمعة، وفي بعض المناسبات الدينية وفي شهر رمضان المبارك وشهري محرم وصفر، إلى القدوم لهذه المدينة العريقة لحضور بعض المجالس الدينية والمآتم الحسينية والالتقاء مع أفراد العائلة والتجمعات الأهلية...وغيرها من الأمور؛ حيث عروقهم إلى هذه المدنية متجذرة هناك منذ أن فتحوا أعينهم على هذه البسيطة.

يأتون إلى مطرح التي تركها الكثير منهم من أجل تحقيق هدف اجتماعي أو ديني أو تجاري لمدة ساعة أو ساعتين، ولكن يفاجأون بأن هناك ضريبة مالية تقع عليهم لهذه الزيارة وحضور المجالس؛ حيث يقوم رجال بلدية مسقط بعمل مخالفات للسيارات التي يتركونها في بعض الأماكن التي هي بعيدة عن كورنيش مطرح. ورغم ذلك فإنَّ هناك أشخاصا من رجال البلدية يتابعون هذه السيارات بقصد أو غير قصد بهدف مخالفة أصحابها، رغم أنهم على علم بأنَّ هؤلاء الأشخاص لا يمكثون كثيرًا في مدينتهم الجميلة والعريقة التي استولت عليها العمالة الوافدة.

الكثير من الأشخاص القادمين إلى مطرح يحاولون قدر الإمكان الابتعاد على الأماكن التي خصصتها البلدية من أجل إيقاف السيارات لمدة ساعة أو ساعتين، والبعض لا يعلم أنَّ جميع الأماكن تابعة للبلدية، رغم أنه من حق هؤلاء أن يحصلوا على مواقف مجانية نتيجة لوجود بيوت خاصة بهم في هذه المدينة. والمخالفة التي تتقاضاها البلدية عن الوقوف هي 10 ريالات عمانية بواقع 26 دولارا أمريكيا. وتعبتر هذه ضريبة مالية كبيرة  لوقوف ساعة أو ساعتين في تلك الأماكن. فليس من السهل إيجاد مواقف مجانية في مطرح التي تحولت معظم أماكنها وقفًا على البلدية. وهذا العام ونتيجة لعدم السماح للقادمين إلى مطرح بوقف سياراتهم عند مداخل سوق مطرح بسبب بعض الإنشاءات والمشاريع التي سوف تشهدها هذه المدينة، فإن إيجاد مواقف بديلة أصبح عملية مضنية.

ومن هنا، يُناشد سكان مدينة مطرح الجهات المعنية، وفي مقدمتها بلدية مسقط، إعادة النظر في قيمة مخالفة وقوف السيارة في تلك الأماكن؛ بحيث لا تزيد على ريالين إلى ثلاث ريالات، خاصة في مثل هذه الأشهر من السنة التي يَفِد إليها معظم الأهالي إلى هذه المدينة للاستفادة من النشاط الديني وتعليم الأطفال وتعوديهم على حضور المآتم الحسينية التي تتوزَّع في هذه المدينة للرجال والنساء والأطفال، وتثقيفهم بالمبادئ الإسلامية التي تحثّ على تخفيف المعاناة عن كاهل الناس، واحترام العادات والتقاليد والعمل على احترام القوانين والأنظمة...وغيرها من الأمور الأخرى.

إنَّ هذه المناشدة للبلدية يجب ألا تقتصر على مدينة مطرح فحسب، بل على جميع الأماكن الأخرى التابعة للبلديات، حيث إن ضريبة دفع 10 ريالات للوقوف في المواقف التابعة للبلديات يُمثّل مشكلة مالية كبيرة للكثير من الناس، خاصة لأصحاب الدخول المحدودة، فيما هناك الكثير من العاطلين عن الأعمال والباحثين عنها والذين عليهم دفع هذه المخالفات عند تجديد رخص سياراتهم السنوية. فهذه المخالفات لو تكررت ببعض المرات في السنة فإنها تصل في حدود 50 إلى 60 ريالا عمانيا على الشخص الواحد؛ الأمر الذي يتطلب من بلدية مسقط وغيرها إعادة النظر في هذه المناشدة.

فالحكومة من جانب تدعو المواطنين إلى أن يكونوا موجودين في مدينة مطرح والإقبال عليها وإعادة العمل في محلاتهم التجارية، وفي نفس الوقت تستخدم أساليب تعمل على تنفير الناس عنها بسبب هذه المخالفات اليومية للراغبين بالوصول إليها.

إنَّ زيادة الضرائب والمخالفات تشكل عبئًا ماليًا على أوضاع الناس، خاصة الشباب الذين لم يدخلوا إلى سوق العمل، كما أنها تمثّل أسلوبًا يؤدي لنفور المستثمر أحيانا بسبب عدم تمكنه من الحصول على مواقف لسيارته لفترة طويلة. والكلُّ على ثقة بأن البلدية سوف تأخذ هذه المناشدة في الحسبان، وتمحو المخالفات التي تقع خلال هذه الأيام التي يحتفل فيه العالم الإسلامي بذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي حفيد رسول الله عليه صلوات الله وسلامه عليهم جميعًا، والذي كان هدفه إصلاح الأمة من الفساد والضياع والبدع التي أوجدها الأعداء.