سيسطع نور الله فجددوا الإيمان

راشد بن حميد الراشدي

عام هجري جديد يشرق بخيراته على قلب كل مسلم يحمل البِشر بمولده ويحمل السعد بخيراته وأنعُمهِ  لمن سار في درب الصلاح وكره طريق الغواية والهوى فجدد النية مع الرحمن ونبذ دوافع الشيطان وحبائله التي تُظل الإنسان .

اليوم يتجدد الإيمان بالله الواحد القهار في زمن إختلط فيه الحابل بالنابل وتكاثرت الفتن على النفس جهاراً نهارا وإنبرى الجهاد على فتن الدنيا وشهواتها وملذاتها حقيقة مؤلمة في زمن تخلى فيه الإنسان عن فطرته وعاد كالبهيمة بل أظل منها همه شهواته وملذاته واتباع طريق الهوى والظلالة والبؤس والخسارة فاتخذ  إِلَٰهَهُ هواه .

قال تعالى : ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ )

صور شتى حولنا إنطلقت لانواع الظلالة ترد الينا من بقاع الأرض تُصدر الى مجتمعاتنا المسلمة بمكيدةً وإصرار وخطط خبيثة لا هدف من وراءها سوى محاربة سنة الله في كونه والدين الكريم السمح المنزل من رب العالمين .قال تعالى: (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )ومن ما يحمله جسد الإنسان من آيات عظيمة  سننطلق في تبيان بعض نِعم الله التي خلقها في جسده كمعجزة وسند شاهد على عظمة الله لنجدد العهد والإيمان مع الله وفي التفكر في خلقه ومخلوقاته وما أنعم به علينا …

((فها هو الإنسان الغافل يقف أمامك بجسمه المكوّن من أكثر من 20 تريليون خلية .. كل خلية منها تحوي جسور ومصانع ونظام تشفير معقد متقن في الشفرة الوراثية مختلف عن الآخر ولا يتشابه بشفرته مع أحد حتى مع توأمه .

 وينظر إليك بعينيه التي تحوي نظام تصوير لا مثيل له للألوان .. وبدقة مذهلة .. مع آلية خيالية لتخزين الصورة المتحركة والساكنة .. بل وتفسيرها بواسطة الدماغ وتحليلها بأقل من الثانية .

وبقوامه المعتدل الذي يدار من قِبل 640 عضلة ناسيا قلبه الذي يعمل منذ خلق ليلًا ونهارًا .. في النوم واليقظة .. بلا صيانة خارجية .

ثم يصدر الأمر من عقله الذي كتبت في أجزائه الرسائل العلمية المحكمة .. ومازال فيه من الغموض ما فيه ويقوم بتحريك اللسان المرتبط بفكه بـ17 عضلة

ليسألك بذكاء خارقٍ للعادة :

أين الدليل على وجود الخالق؟

قال تعالى :( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )

هذا هو الإنسان الضعيف الجاحد المتطاول على ربه والكافر به .

قال تعالى : (وَءَاتَىٰكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ لَا تُحْصُوهَآ ۗ إِنَّ ٱلْإِنسَٰنَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ )

هدانا الله واياكم اجمعين وجدد فينا جذور الإيمان بالله والتمسك بحبله المتين وغفر لنا ذنوبنا أجمعين وغفر لموتانا وموتى المسلمين وأعاد الله لهذه الأمة رشدها وقوامها في قيادة العالم نحو سبل النجاة والفلاح في الدنيا والأخرة فبوارق الإسلام تشرق اليوم ولله الحمد في بقاع الأرض وأنوار النجاة قادمة لا محالة فقد أخذت الدنيا زخرفها وطغت النفوس الفاجرة على أمر ربها فبات زوالها قريب وتشتتها ليس ببعيد فللكون رب يحرسه ويحميه ويدبر أمره .

فالأمر متروك لنا اليوم جميعا في تصحيح مسارات الحياة نحو الأفضل والأرقى بالأوبة والتوبة الخالصة لله وتجديد الإيمان والتمسك بالدين القويم ونبذ فتن الشيظان وأعوانه من بني البشر وعدم اتباع هوى النفس الأمارة بالسوء مهما كانت المغريات فالله غالب على أمره وهو العلي القدير .

كل عام وأنتم بخير وكل عام وأنتم لله أقرب وكل عام وعمان والأمة الإسلامية والصالحين أمثالكم في صلاح وفضل من الله وختاماً زقكم الله عفوه وجنته مع هذه الأيام المباركة من شهر المحرم العظيم .