خريف ظفار المستدام

مسلم العمري

@alamri_musalam

الظروف المناخية والتركيب الجيولوجي والتنوع الإيكولوجي لمحافظة ظفار ساعدت القائمين على صناعة السياحة العمانية لتحريك الاقتصاد المحلي الذي يسعى نحو تنويع مصادر الدخل وإبراز ريادة قطاع السياحة.

لقد دُشِّنت هذا العام في مؤتمر صحفي في الخامس من يوليو 2022 هوية خريف ظفار والمناشط الترفيهية والفعاليات التى تلبي متطلبات السائح والمقيمين في ظفار. ولعلَّ ما يميز هذا العام التقدم الملحوظ في جهود مؤسسات الدولة وبلدية ظفار، المتمثلة في حجم الأعمال والإنشاءات والتطور الذي جرى على البنية الأساسية من مرافق سياحية بصورة عصرية وأكثر فاعلية وخدمية، بالتزامن مع الأجواء الجميلة وبداية متقدمة لموسم الأمطار.

ولعل موسم 2022 لم نُلاحظ انتقادًا أو نوعًا من الاستياء مقارنة بالأعوام الماضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وربما هذا الانعكاس مؤشر أو علامة تدل على الرضا حول ما تم العمل عليه في محافظة ظفار نحو تقديم خدمات تواكب التقدم العالمي في مجال السياحة.

إنَّ التحديات التى تواجه السياحة العالمية هي ذاتها في كل الدول والأقاليم، ولا يمكن تحديد أو التغلب على تكلم التحديات إلا من خلال الدراسات الإستراتيجية الواقعية التي تحتم على المجتمعات معرفة واستشراف المستقبل بنظرة واقعية من منطلق الاحتياجات والاستعداد لمفهوم التحول بالاتجاه الحقيقي من منطلق التجارب العالمية، وإعادة صياغة الأبعاد الإنسانية ضمن الأولويات التي تحافظ على التركيب المجتمعي وسلامة المكونات البيئية التي تتفاعل لأجل الاقتصاد والتنمية.

ويحدو البعض الشغف بالتجربة العالمية سواء الأوروبية أو الآسيوية، وربما يتجاهلون التجربة الإسبانية الإثنارية.

إنَّ هذا الطموح البشري اللامحدود نحو تطوير السياحة يجسده الرغبة البشرية الساعية للاستفادة من كل المقومات الطبيعية لتحقيق عوائد مالية تسهم في تعزيز التنمية المستدامة. ولكن يجب أخذ الاعتبارات الجغرافية والبيئية ودور المكون الطبيعي، لأجل تحقيق توازن بيئي بين التربة والهواء والإنسان، دون خلق عدم التوازن غير المفهوم لدى عناصر الطبيعة.

يبدو أنَّ مؤشرات الاقتصاد تحتم علينا فهم المُتغيرات العالمية في قطاع صناعة السياحة، ومهم جدا إبراز الهوية الثقافية والتاريخ كعناصر جاذبة أو مقومات يجب العمل على تسويقها والعمل على إضفاء الطابع الحضاري عليها.

لقد أصبحت المفاهيم العالمية هي من تفرض نفسها بشكل أو بآخر وسرعة التحول التي يصعب كبح جماحها إلى اتجاه التغير الإيجابي. ولا شك أنَّ المسارات التي بدأت تتضح للعيان، ولا تتجزأ سوى لمسارين أساسيين وبمحاذاة بعضهما التأخير أو الاستمرار، أو بمفهوم العرقلة والبناء.

هنا.. يتجسَّد المشهد السياحي من روعة الأجواء والمناظر الطبيعية من شلالات وعيون وامتداد بيئي لا حصر له.

ويستوقفني مشهد ذلك الطفل وأخته عندما يعبران بأغنامهما طريقا مزدحما بسيارات الدفع الرباعي المليئة بهوس التقاط صورة لشلالات دربات.

امتزاج الصورة الجمالية والفنية لمناظر طبيعية خلابة وأجواء باردة نسبيًا سوف يجعل من ظفار واجهة للسياحة الإقليمية العربية، وصناعة جديدة تُسهم في تنوع مصادر الدخل.

تعليق عبر الفيس بوك