علي بن بدر البوسعيدي
قبل الإجابة عن هذا السؤال، من الضروري الإشارة إلى مُسلمّات وثوابت في السياسة العمانية الخارجية، وليست هذه الثوابت وليدة اليوم، ولا حتى بدايات عصر النهضة، وإنما من يدرس التاريخ العُماني منذ القدم يجد العمانيين شعباً محبا للسلام، ويلتزم سياسة الحياد الإيجابي، ويدعم الحقوق المشروعة لجميع الشعوب وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني، والذي يعاني منذ ثلاثة أرباع قرن ويلات التضييق والاحتلال والسياسات العنصرية الممنهجة.
ونحن على صلات وثيقة بالشعب الأمريكي، ونعرف كما تعرف جميع الحضارات أنه شعب مُحب للسلام ومناصر للحقوق والحريات، فضلا عن دعم كثير من المؤسسات الدينية وأغلب الكنائس للقضية الفلسطينية، غير أن الانحياز المطلق للإدارة الأمريكية، وبدعم من خمسة رؤساء أمريكيين زاروا القدس، يثير الدهشة وكثير من علامات الاستفهام.
لقد جاء "بيان عُمان" معبرا بكلمات وعبارات واضحة لا تخضع للتأويل، مؤكدا على الخطوط العامة والمبادئ التي يستوجب الانطلاق منها لإقرار مناخ من السلام، ويدعم التعايش السلمي والتعاون بين الشعوب، وهذه المبادئ ستُسهم في حلحلة الصراع العربي الإسرائيلي، مؤكدا "موقف سلطنة عُمان الداعم لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ضمن حدود الرابع من يونيو 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية وضمان حقوق اللاجئين، وفق مُبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة".
ثم تأتي كلمة أمير قطر تميم بن حمد، لتؤكد على وجود تفاهمات خليجية داعمة لحق الشعب الفلسطيني واستعادة حقوقه التي أقرتها قرارات الشرعية الدولية منذ اندلاع الصراع، مؤكدا أنه "لا يجوز أن يكون دور العرب اقتراح التسويات ودور إسرائيل رفضها وزيادة التعنت كلما قدَّم العرب تنازلات"، و"أن المخاطر في المنطقة الحادثة بظل الوضع الدولي تتطلب حل مشكلة القضية الفلسطينية".
وفي الأخير.. يمكننا القول بأنَّ العرب ودول الخليج قد صدعت بالقول الحق وأوصلت الرسالة للإدارة الأمريكية بوضوح كطلعة الشمس عبر بوابة عُمان وقطر، وأنّ زيارة الرئيس الأمريكي لم تُحقق أهدافها، إلا أن هناك علامات استفهام وتعجب كثيرة تقف خلف تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد الذي قال: "إنَّ زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حققت إنجازات لن يُسمح بالحديث عنها إلا بعد سنين"!!!!