يتميز بقلة تكاليفه وسهولة تقديمه وعرضه

"مسرح الشارع" يلقى رواجا بين الجماهير ومحبي الفنون المسرحية

الرؤية- أسماء الغدانية

يعتبر مسرح الشارع أحد أشكال الأداء المسرحي التي تقدم في المساحات والأماكن العامة، ويشارك فيه العديد من المواهب الشبابية المبدعة لإبراز ما يمتلكونه من طاقات فنية وتقديم رسالة هادفة لجماهير.

وعندما أعلنت سلطنة عمان عودة العروض المسرحية، أعلن تنظيم مهرجان سندان لمسرح الشارع الذي يعد نوعا غير منتشر في السلطنة، إلا أنه لاقى قبولا كبيرا في أوساط الجماهير، حيث هدف المهرجان إلى تعزيز التعاون الثقافي وإتاحة الفرصة للشباب لإظهار قدراتهم الفنية.

ويشير محمد النبهاني رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان سندان لمسرح الشارع إلى أن السبب الرئيسي لقلة انتشار مسرح الشارع هو عدم اهتمام المجتمع بالعروض المسرحية التي تقام في الساحات والأماكن العامة، موضحا أن فرقة "الدن للثقافة والفن" سعت منذ عام 2015 إلى جلب هذا المصطلح من الدول الأخرى بما يتوافق مع عادات وقيم المجتمع العماني، ونشرته من خلال تقديم عروض مسرحية في الجامعات والكليات والفعاليات الأخرى كالمهرجانات وغيرها، وأنه تم اعتماد اسم "مسرح الشارع" بعد انتشار هذه العروض.

ويؤكد أن مسرح الشارع هو أحد أساليب العرض والمتنفسات المسرحية التي يلجأ إليها الشباب العماني ممن يملكون شغف للمسرح، وذلك لأنه غير مكلف مقارنة ببقية أنواع المسارح، وكذلك لسهولة تقديمه وعرضه.

ويرى النبهاني أن التجربة الأولى للمهرجان ممتازة من ناحية التغطية الإعلامية التي تنوعت ما بين التلفزيونية والإذاعية إضافة إلى الصحف، سواء العمانية أو غير العمانية، وكذلك الحضور الجماهيري وجودة العروض المقدمة، مضيفا أن التجربة الأولى جاءت بالتعاون مع مؤسسة سندان بهدف توسيع الدعاية عن مهرجان مسرح الشارع.

ويشير ماجد الشعيبي عضو تنظيم مهرجان سندان لمسرح الشارع إلى أن فكرة هذا النوع من الفن بدأت في الانتشار وإعجاب المجتمع بها وذلك لبساطة كل ما يتعلق به من نص مسرحي وحضور جماهيري وتكاليف مادية ومكان العرض.

ويقول عمار الكاسبي أحد المشاركين في العروض المسرحية من فرقة نادي الوحدة الرياضي التابع لولاية جعلان بني بوعلي بمحافظة جنوب الشرقية ومخرج مسرحية "بطيخ": "إن سبب عدم انتشار ثقافة مسرح الشارع بين الناس هو ابتعاد الفرق المسرحية عن استخدامه في المهرجانات والفعاليات"، مضيفا أنه بعد تسليط فرقة "مسرح الدن" الضوء على مسرح الشارع لاقى إقبالا كبيرا من الجماهير.

ويضيف: "العمل الذي قدمته سبق وأن قدمته في مسابقة الإبداعات الثقافية التي تنظمها وزارة الثقافة والرياضة والشباب، وحين رأيته يلائم مسرح الشارع لم أتردد لوهلة في عرضه وذلك لبساطته وفكرته الهادفة التي تفيد وتسلي الجمهور في الوقت ذاته".

ويتحدث هيثم المعولي أحد الحضور في المهرجان عن حبه لمسرح الشارع وأن هذه هي المرة الأولى لحضور هذا النوع داخل السلطنة في حين أنه حضر عددا من الفعاليات بالخارج، مشيرا إلى أنه لم يتوقع الحضور الكبير للجماهير ونجاح التجربة الأولى للمهرجان، في ظل ما يمتلكه الشباب العماني من طاقات فنية وإبداعات كبيرة.

وتقول ريالن البلوشية: "لقد حضرت مهرجان سندان لمسرح الشارع كأول تجربة لي لمشاهدة العروض المسرحية وأخذت انطباعا جيدا عنه إذ إنني استفدت من العروض المقدمة فيه لما فيها من أفكار هادفة تعرض القضايا المجتمعية تحاول معالجتها، وقدمت العروض بأسلوب التراجيديا وأخرى بالكوميديا وبعضها تضمنت الأسلوبين معا ولكن جميعها كانت تحمل رسالة واضحة للجماهير".

ويؤكد إدريس النبهاني رئيس لجنة التحكيم أن مسرح الشارع يعد من أنواع المسارح ذات الرواج العالمي، أما في السلطنة فإن التجربة تعد حديثة بالرغم من امتدادها التاريخي على مستوى المشتغلين في التجارب البسيطة من الرعيل الأول، مضيفا: "كان لمهرجان سندان الميزة الخاصة التي جعلته متفردا إذ جاء بدعم من القطاع الخاص الذي تمثل في مدينة سندان وقدمت دعما ورعاية ومبادرة تامة لهذا المهرجان مما ساهم بدوره في تأكيد نجاحه".

ويوضح أن المسرح بحد ذاته يعتبر ظاهرة فنية لابد من الالتفات لها خصوصا إلى محور الفن والثقافة والتي تتميز بتنوع العروض التي تلامس الشارع ونبضه ويتفاعلون مع ما يقدم من فنون.

 

تعليق عبر الفيس بوك