تفقَّدُونا قبل أن تفْقِدونا

سلوى ربيع اليافعي

alirfan2040@gmail.com

المسؤولية تكريم إلاهي للإنسان؛ إذ جعله مسؤولًا وأناط تلك المسؤولية بموطن التكريم الإلهي وهو العقل وأودع فيه حتمية الإحساس بالمسؤولية والقيام بها لصلاح أمور الحياة باختلاف مستوياتها وتوزيع تلك المسؤولية فردية ومجتمعية تجاه النفس وتجاه الآخرين.

هناك فئة مجتمعية تتوق إلى استشعار مسؤوليتنا المجتمعية والسعي لتحقيق الحياة الجيدة والرفاهية لها في مرحلتها الحالية والقادمة هم كبار السن، وهذا هدف أسمى تسعى إليه المنظمات الدولية لتحقيقه، إن الظروف والمُعطيات الحياتية الحالية أثرت بشكل كبير على المجتمعات وعلى آليات التعامل مع أفراد المجتمع وبين أفراد الأسرة، وأيام جميع تلك التغيرات وتسارع عجلة الحياة أصبح من الواجب التعاطي مع فئة كبار السن فهم خط أحمر لا يمكن تجاوزه وواجب يتجسد في استشعارنا تفقدهم الدائم واحتوائهم بحب ووفاء وإحسان.

إذا ما استشعرنا تلك المسؤولية لتغيير ثقافة أفراد المجتمع الصغير "الأسرة" أولًا والمجتمع المحيط ثانيًا بأن كبار السن لهم الأولوية في مسؤوليتنا مهما كانت المغريات والمتغيرات الحياتية، فإنَّ قدرتنا على تفقدهم وتواصلهم أرحم بكثير من قدرتنا على تحمل مرارة فقدهم ومواجهة التقصير في مسؤوليتنا اتجاههم.

ولكن.. ما زال الوقت أمامنا لنتفقدهم ونستشعر المسؤولية معهم ونشبعهم محبة وعطاءً وعرفانًا وبِرًا قبل أن نفقدهم.

آخر سطر.. المسؤولية المجتمعية عطاءٌ.

** الرئيس التنفيذي لمركز العرفان للخدمات المجتمعية

** عضو الاتحاد الدولي للمسؤولية المجتمعية

تعليق عبر الفيس بوك