نواقيس خطر لطوفان قادم

 

راشد بن حميد الراشدي

عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية

 

 

لم أجد عنوانًا لما يحدث حولنا من خطر سوى وصف الأمر بالطوفان؛ لقربه من حدود بلادنا وسهولة وصوله لنا بالطرق المفتوحة والمعتمدة ومن خلال قنوات رسمية موثقة.

رسائل تصلنا كل يوم بخطر الطوفان القادم والمنظم والمتمرس على كل الحيل والمكائد والخبائث المدسوس سمها في العسل، وأقصد ما يحدث حولنا من تطبيع بعض الدول مع الكيان اليهودي المحتل الجاثم على أمتنا العربية والإسلامية والذي لم نرَ ولم نذق منه سوى ويلات الحروب والمكائد والمصائب، وصار ينخر في عظم الأمة الضائعة الباحثة عن مجدها في مواجهة مغتصب سفاح.

الطوفان القادم آتٍ من قلب بعض دول أمتنا العربية؛ وذلك بسلامها مع أعداء الله ورسوله؛ بل تعدوا ذلك بمنحهم جنسيات تمكنهم من التعايش والتنقل باسمها بين دولنا وممارسة كل ما يتمنوه من أفعال وأعمال بشكل رسمي وسليم الجوانب ستظهر سيئاته ومصائبه وآثاره في القريب العاجل.

أفعالهم تأتي تحت مسميات رنانة كالاستثمار والتسامح الديني والتعليم وصناعة البضائع المقلدة وغسل الأموال وغيرها من الأمور التي يجب التيقظ لها قبل أن تقع الفأس على الرأس.

فما بدأت أيدي الصهاينة الأنجاس ممارسته في تلك الدول بات واضح المعالم والآثار حتى اطلعت بالأمس على توزيعها مجلات مجانية فاخرة الطباعة تحمل أهدافًا خبيثة وصورًا قبيحة بين طلبة المدارس، كما تمارس تلك الأيادي الخفية حملة ممنهجة لتدمير أجيال الشباب والدول التي تستطيع الوصول إليها بكل وقاحة وإصرار وبشتى الطرق: المال والدعارة وتجارة المخدرات وغسل الأموال، مستغلةً حاجة الشباب والأزمة المالية العالمية في شراء كل شيء تستطيع به تدمير دولنا بسهولة ويسر.

اليوم يجب أن نستيقظ ونحذر من تلك المخططات القادمة كالطوفان، فهي تهدف إلى ضرب كل مقومات الأوطان المسالمة الحالمة بنهضتها وبمجدها التليد وشبابها الواعي الرشيد وقيادتها الحكيمة الراسخة منذ مئات السنين.

اليوم يجب أن ندق ناقوس الحذر من مثل هذه الحركات والمخططات المدروسة، والتي أرى فيها خطرًا قادمًا نحو بلادي سوف تمارسه دولة غاشمة حقودة لا ترقب فينا إلّا ولا ذمّة، وعُمان بحمد الله تسطِّر في كل يوم أروع المُثل في ثباتها على أسس الحق والدين والتعايش الكريم مع جميع الشعوب بشيم أهلها وأخلاقهم الكريمة المغروسة بمحبة الله.

طوفان قادم ليس لعُمان يد فيه سوى حماية نفسها وشعبها من شره وشر أهدافه التي لن تأتي إلا بالخراب والمصائب كما هي عادتهم وعادة أقوامهم منذ مئات السنين. فلا حسن ظن ولا مد يد بيد مع من أيديهم ملوثة بدماء العالم أجمع وهم من خانوا المواثيق والعهود في كل الأزمان وعبر قرون التاريخ السالفة.

الطوفان سيكون بعيدًا بإذن الله عن وطن سلطانه وشعبه مع الله يسعون لصلاح الأرض ويعمرونها بالأعمال الصالحة التي يشهد عليها القاصي والداني، وبإذن الله سيرتد كيد اليهود في نحورهم بأعمالهم القبيحة وستدور الدائرة عليهم في القريب العاجل.

ولكن.. لنحذر من الطوفان القادم ولتكن كل جوارحنا يقظة لكيدهم ومفاسدهم النتنة الخبيثة.

ختامًا.. حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها وزادهم الله من واسع فضله وخيراته ونعمائه وجعلها سلامًا رخاءً أمانًا وسائر بلاد المسلمين وجنبها فتن الدهر وشرور الحاقدين.