سالم بن نجيم البادي
أذكرُ ذلك الإعلان المشوق الذي يغري بزيارة الهند، قائلا: "الهند.. زرها الآن"، و"ضحيّ" يقول لك توقف عن زيارة الهند الآن!
كنتُ قد كتبت مقالًا عن التعايش الديني في الهند، وتساءلت فيه عن مستقبل هذا التعايش، وهل أصبح على المحك بعد تزايد العداء الممنهج ضد المسلمين تحت سمع وبصر الحزب الحاكم الذي يغض الطرف عن تلك الممارسات الهمجية والعنصرية ضد المسلمين؟ والغريب أن أفرادا من الحزب الحاكم ومن قادته يمارسون القمع بأنفسهم، وقد انتشر مقطع فيديو لأحد قادة الحزب الحاكم وهو يعذب رجلًا مُسنًا لاعتقاده بأنه محمد، أي مسلم، وقد تبين أن الرجل ليس مسلمًا وأنه مُختل عقليًا. لقد مات هذا المسكين نتيجة لسادية ذلك المجرم، ثم يظهر لنا هذا النكرة ليتحدث عن نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم- بسوءٍ، شُلَّ لسانه وعليه من الله اللعنات والخزي والذل.
لقد تطاول القوم هناك على إخوتنا في العقيدة، وها هم الآن يتطاولون على حبيبنا وقرة أعيننا نبينا المصطفى -صلى عليه وسلم- وإن كان ذلك لا يضره والله يدافع عنه- ثم مليار مسلم حول العالم؛ فإنَّ الصمت لم يعد مقبولًا والاحتجاج الخجول والتغريد والأصوات المستنكرة -وإن كانت عالية- كل ذلك لا يكفي لردع من يستخف بنا ويتجاوز الخطوط الحمراء.
إنها الدعوة الصريحة والجرئية لمقاطعة البضائع الهندية، وكل ما هو هندي والتوقف عن زيارة الهند للسياحة والتجارة وطلب العلاج؛ حيث يسافر الآلاف من عُمان الى الهند طلبًا للعلاج.
لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى ونفدَ الصبر.
لا يجب أن يُفهم أن "ضحيّ" يدعو إلى العنف أو التهور في التعامل والفوضى والغوغائية ولا حتى العداء للشعب الهندي الصديق، الذي تربطنا به علاقات تأريخية عميقة وقديمة، لكن المقاطعة سلوك حضاري راق، وبه تُنتزع الحقوق وتكسر شوكة الجبابرة والطغاة وأهل الظلم.
لقد طغوا وبغوا وتجاوزوا كل الحدود، وقد آن الأوان لمقاطعة البضائع الهندية، والتوقف عن استيرادها مع وجود البدائل.
إن الدفاع عن نبينا واجب مقدس ويستحق التضحية والصبر والجد، ودائمًا بعيدًا عن العنف والسلوكيات والتصرفات غير السلمية. وأقول لكم لا تزوروا الهند الآن، نصرةً ودفاعًا عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-