خالد بن سعد الشنفري
تكللت جهود اللجنة الأهلية للحافة في سعيها بإستعادة أهل الحافة لحافتهم بعد أن كادت أن تصبح أثرا بعد عين أو تغيير طابعها التراثي لكونها مدينة تراثية ما زالت قائمة حتى الآن وبصورة متكاملة وكل ما تحتاجه إعادة ترميم لتصبح معلما حضاريا.
ومن باب نسب الفضل لأهله فإنَّ نجاح هذه اللجنة في الحصول على حق الانتفاع للقيام بتطوير المدينة التراثية للحافة وجعلها مدينة سياحية تراثية وواجهة بحرية لمحافظة ظفار يعود إلى الإحساس من قبل أهالي الحافة ومن كانوا يسكنونها بشكل خاص وأيضا لعموم أبناء المحافظة من منطلق حرصهم على الحفاظ على الموروث الثقافي المادي الذي صنعه الأوائل، كما أن التجاوب المقدر من معالي السيد وزير الدولة ومحافظ ظفار وسعادة الدكتور رئيس بلدية ظفار كان له الأثر الكبير بتحقق ذلك.
جعل كل ذلك أهل الحافة وعموم أبناء المحافظة يستبشرون خيرا لما هو قادم بأن تصبح الحافة معلما حضاريا يصل بين الماضي والحاضر ويعكس نموذج الأصالة والمعاصرة.
أما الآن وبعد أن أثمرت كل هذه الجهود فإنَّ التحدي القادم يقع على عاتق شركة الحافة وقد أصبحت الآن الكرة بملعبها بأن تضع التصاميم والمخططات المتكاملة للتنفيذ لتظهر الحافة المطلة على أفضل رقعة من شاطئ بحر العرب بثوبها الجديد ولتصبح من أفضل المزارات التراثية السياحية المعبرة عن المحافظة بموقعها وتراثها المعماري وتعيد التاريخ الاجتماعي والاقتصادي لسكانها وسكان المحافظة عموما وأن يصبح حاضرها ومستقبلها القادم كما هو مأمول منه، مشروعا اقتصاديا يرفد اقتصاد المحافظة ويحقق مرودا ماليا لحملة أسهم شركة الحافة.
وفي هذا الإطار فإن النظرة التكاملية لمشروع تطوير الحافة كما جاء بالمرسوم السلطاني وملحقاته رقم 83/ 2006 بتقرير صفة المنفعة العامة لمشروع تطوير منطقة الحافة يحتم تسمية الأمور بأسمائها التاريخية وذلك ينطبق على السوق الجاري تنفيذه غرب المدينة التراثية للحافة الذي تقوم شركة "أساس" مشكورة بتنفيذه بحيث يتم تدارك أن يبقى اسم السوق "سوق الحافة" حسب مسماه التأريخي باعتباره جزءًا لا يتجزأ من مشروع تطوير الحافة، وعندما نؤكد على ذلك فإننا لا ننتقص من أي طرف آخر باعتبار أن سوق الحصن والحارات المحاذية له داخل أسوار الحصن العامر قد أزيلت تمامًا منذ سنين مضت ولم يعد لها وجود أو امتداد خارج سور الحصن وهذا ما يعد مطلبا رئيساً لأبناء الحافة.
ختامًا.. نشير إلى أنه لولا التعاون البناء بين اللجنة الأهلية وشركة الحافة من جهة ومكتب وزير الدولة ومحافظ ظفار ممثلا في بلدية ظفار من جهة أخرى، لما تحقق ما تمت الإشارة إليه حتى الآن، ونأمل أن يستمر هذا التعاون في إنجاز المشروعات القادمة في الحافة والتسوية المرضية لأصحاب البساتين شرق المنطقة التراثية للحافة وبعض الأراضي المتبقية باعتبارهما جزءًا أصيلًا لا يتجزأ من مشروع تطوير الحافة، كما أراد له باني نهضة عمان الحديثة السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- وفي عهد نهضتنا المتجددة تحت قيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله وأبقاه.