د. سليمان المحذوري
أُسدل الستار على النسخة الأولى من جائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري التي تتبنى شعار "نحو نمط عُماني مُبتكر ومعاصر"؛ حيث تهدف الجائزة إلى "تشجيع الشباب العُماني على تقديم أفكارٍ ومقترحاتٍ وتصوّراتٍ معمارية وحضرية، تُسهم في إضفاء لمساتٍ جمالية جاذبة، وإضافة عناصر معمارية أخّاذة على أي حيِّزٍ من مكونات البيئة بما يُسهم في تحقيق تطلعات رؤية عُمان 2040".
وفاز بالمركز الأول ميدان مطرح، والمركز الثاني مشروع نصب التأسيس التذكاري؛ فيما حلّ ثالثًا مشروع جناح مستقبل عُمان. وحسبما قرأنا في الأخبار، ستُنفذ بلدية مسقط مشروع ميدان مطرح بدعم مالي من مكتب الجائزة.
وبُعيد هذا الحدث بقليل كانت لي تغريدة على "تويتر" قلت فيها: "على غرار جائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري، أتمنى أن تطرح جميع المباني والمشاريع الحكوميّة المُزمع تنفيذها خلال الفترة القادمة للتنافس في مسابقة بين المعماريين؛ كي نخرج من نمطية التصاميم، ونحظى بتحف معمارية فريدة".
لا شكّ أنّ الأنماط المعمارية الفريدة في أي دولة تشكّل فارقًا جماليًا وحضاريًا، وبالتالي ميزة جذب سياحي تدر دخلًا يُسهم في النمو الاقتصادي لتلك الدول. وبالنظر إلى سلطنة عُمان نجد هنالك مباني عمرانية مميزة؛ بينما كثير من المباني الحكومية تأخذ الطابع النمطي المكرر مثل المدارس، والمراكز الصحية، والمجمّعات الرياضية ونحوها.
وانسجامًا مع رؤية عُمان المستقبلية، لماذا لا تتجه الحكومة نحو الأنماط المعمارية المبتكرة؟ كما إنّه بحسب موقع جائزة بلعرب المُشار إليها في بداية المقال ستستمر الجائزة في دورات متعددة، وستغطي محافظات سلطنة عُمان. وبناءً على ذلك لماذا لا تتبنى الجائزة فكرة إدراج تصاميم مبتكرة للمباني الحكومية المزمع إنشاؤها خلال السنوات المقبلة؟ ولتشجيع التصاميم المعمارية المميزة بالمؤسسات الخاصة يُمكن كذلك تخصيص جائزة تُمنح سنويًا لهذا الغرض وفق اشتراطات محددة. وهنا نكون قد ضربنا عصفورين بحجر واحد كما يقول المثل؛ بحيث خرجنا من عباءة النمطية المعمارية السائدة، وتفردنا بأنماط معمارية مبتكرة وجاذبة هذا من جانب، ومن جانب آخر يُمكن استثمار المباني الحكومية لتحقيق مكاسب أخرى خاصة إذا صُممت كمباني متعددة الأغراض.