وداد الإسطنبولي
الحديث هنا مغايرٌ عن مفهوم عنوان المقال.. ولكنه يضاهي عمق المعنى .. لكل شيءٍ نهاية ولكن هناك نهايات محدودٌ وقتها وأيامها وثوانيها، نستشعر قيمة الزمن فيها، هناك وقع خطوات أسمعها تسرع الخطى، تحمل بين بدء مشوارها ونهايته جلَّ الجمال في تدبير الوقت، والكمال في العمل، وروح العطاء في الإيمان بالقول والعمل.
أيام معدودات باقية، نحن في نعيم كبير، بها نصل إلى الاطمئنان والاستقرار ،وهي تخفيف من الهموم، وتسهيل لما نطالب ونرتجي.
أيام معدودة، دعوة تطيب بها النفس كأنها تقول أسرع وهرول قبل انتهاء الوقت؛ لتطمئن وتسكن وتستقر، وتضع لنفسك رصيدًا وأي رصيد! رصيد يقودك إلى عالم الرفعة والارتقاء، ومُدَرَّجُ ميزانية ما وضعته أنت لنفسك، والأجمل أن باب القبول مفتوح فلا إكراه فيما تفعل وإنما رغبة منك، وهذه دلالات لعظمة الكريم، وإن كنت شحيحا في عطائه إلا أنه كريمٌ في رحمته، يريد تقربك منه، لا يسأل عن إدبارك عنه، مؤشرات حقيقية ورؤية صادقة من جل كلامه وتقديسه في كتابه ودستوره؛ فإن رحلت يثقل بها الميزان، وإن بقيت فهي تمهد لك مسيرة حياة قادمة؛ لهذا قلت مغاير عن مغاير عن مفهوم العنوان فلا أدعو فيه المريض او المسافر، او الذي لايستطيع الصيام وانما أيام معدودات للانسان نفسه يسرع في استثمار وقته الذي يهرول مسرعا من بين يديه.
نحن نودع ضيفا عزيزا لم نشعر بطيب صحبته كما نشعر به هذا العام فقد باغتنا كوفيد 19 وأخذ وقتنا معه الكثير، وهذا نداء موجه لي قبل أي شخص آخر..أن أنتصر على نفسي إلى أن أصل إلى الغاية المرجوة، ونستزيد بزاد شد الرحال؛ فلعل رداء التقوى يستمر ونجعل به كل أيامنا معدودة محسوبة.
نسأل الله القبول والتوفيق وتوظيف أيامنا لما فيه الخير والصلاح.