المستشفيات والتحديات الصحية

علي بن بدر البوسعيدي

على الرغم من التطور المتسارع الذي شهده القطاع الصحي في بلادنا العزيزة، وما تحقق من منجزات على مدى عقود متواصلة من مسيرة نهضتنا، إلا أن ثمة تحديات ما زالت تواجه الكثيرين في المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة.

الجميع يتفق على الجهود الحكومية لتوفير الكوادر المؤهلة والمتخصصة والمدربة على أعلى مستوى، وهي جهود مقدرة بلا شك، إضافة إلى المخصصات المالية التي توفرها الدولة في الميزانية العامة كل عام، على الرغم من التحديات المالية التي نتعرض لها بين الحين والآخر. لكن ورغم كل ذلك، إلا أن الملاحظ خلال الفترة الأخيرة وخاصة بعد التعافي من جائحة كورونا، أن المستشفيات والمراكز الصحية، لا سيما في المحافظات، تعاني من الازدحام وتأخر المواعيد، وغياب العدد الكافي من الأطباء والممرضين، فضلا عن المعاملة غير الملائمة من قبل البعض للمراجعين.

الحقيقة أن أكثر ما يشكو منه المرضى هو تأخر المواعيد، خاصة إذا كانت مرتبطة بإجراء الأشعات والفحوصات، فهذه قد تستغرق وقتًا طويلًا، ما يدفع المريض الى تكبد عناء الذهاب الى المراكز الخاصة لضمان سرعة الاطمئنان على صحته، وللأسف الشديد فإن أسعار الخدمات الصحية في المراكز الخاصة مبالغ فيها بصورة قد تشي أنه لا رقيب على هذه المؤسسات فيما يتعلق بتسعير الخدمات. فهل يعقل أن يتكلف المريض أكثر من 500 ريال إذا ما أراد إجراء فحوصات وأشعات معينة؟ وكيف إذا كان مطلوبا منه إجراء هذه الفحوصات والأشعات بشكل دوري بين الحين والآخر، والجميع يعلم ما يمر به الكثير من المواطنين في الوقت الحالي من تحديات مالية ناتجة عن ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، فضلا عن ضعف الأجور لا سيما في القطاع الخاص.

إنني أدعو عبر هذا المقال وزارة الصحة وجميع مسؤوليها، إلى اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لتصحيح الأوضاع، وضمان أن يجد كل مواطن العلاج المناسب والملائم في الوقت المناسب، وهذا لن يتأتى إلا من خلال زيادة جهود التدريب والتوظيف، والاستعانة بالكوادر حتى ولو كانت من خارج الدولة، فهناك من المرضى من يسافرون للخارج لتلقي علاج أو إجراء عمليات، فلماذا لا نأتي نحن بالأطباء المهرة يعملون بجانب أطبائنا المهرة أيضًا، وعندئذ نكون حققنا أعلى فائدة ممكنة.. كما يجب تنظيم أوقات الدوام في المراكز الصحية بالولايات، فمن غير المناسب أن يغلق المركز الصحي أبوابه في وقت مبكر، وكأننا نقول للمريض لا تمرض بعد الساعة الرابعة عصرًا!! ولذا على الوزارة أن تتيح خدماتها الصحية على الأقل حتى وقت متأخر من الليل وليكن الحادية عشرة مساءً، ولن أقول 24 ساعة وهذا هو المفترض!

كلنا ثقة بأن الوزارة وكوادرها الفتية والماهرة قادرة على تخيف آلام المرضى، لكن أيضًا يجب التنويه بالتحديات والبحث عن حلول لها، وألا نقف عاجزين أمامها فيما نحن نملك الإمكانيات والقدرات.