قبل رمضان.. أغيثوا ضحايا إعصار شاهين

 

سالم بن نجيم البادي

العنوان ليس غريبًا ولا يُقصد منه تأجيج المشاعر وهو خالٍ من المُبالغة تمامًا، وبعد سلسلة مقالات كتبتها بناء على طلب بعض أولئك الذي تضررت منازلهم ومزارعهم وأموالهم من إعصار شاهين، وقد ظننت- وبعض الظن إثم- أن المساعدات وصلت وأن الأمور- كل الأمور- عادت كما كانت؛ بل وأفضل عما كانت قبل إعصار شاهين، لكن المفاجأة كانت قبل أيام، عندما تلقيت تلك المحادثة الصوتية المؤثرة المبيكة الشاكية إلى الله سوء الحال ورمضان على الأبواب، وأن شيئًا لم يتغير، وأن المساعدات لم تصل عدا الألف ريال المعلن عنها!

لقد أوجعتني تلك المحادثة حتى إنني حاولت النوم ولم أستطع. كانت الساعة تشير إلى العاشرة والنصف ليلا، وفي الليل يزدهر الوجع ويزيد الهم، ربما حين يهدأ الضجيج ونخلوا بأنفسنا، وإلا ما الذي جعل تلك المحادثة المباغتة تصل في تلك الساعة.

كنت أراهن على أثر الكلمة المكتوبة وقوة مفعولها خاصة إذا كانت صادقة ونابعة من أعماق القلوب وتتدثر بأوجاع روح الإنسان، لكنني في شأن إعصار شاهين وضحاياه كنت كمن "يؤذن في مالطا" وينفخ في قربة مقطوعة، لا فائدة ولا استجابة، حتى عندما رجاني أحدهم الاتصال بأحد المسؤولين استقبل مكالمتي بفتور بالغ وصدني وأحالني إلى جهة أخرى، والجهة الأخرى أحالتني إلى أخرى وهكذا..!

ما كنت أتمنى أن يَذِل ذلك الشيخ الهرم الوقور نفسه ويسرد تلك المشاعر الجياشة وهو عزيز وكريم، تزخر بلاده بالثروات والخيرات وبالناس أهل الطيب والكرم والجود والشهامة والنخوة العربية الأصيلة والدين الإسلامي الحنيف الذي يُعلي من قيمة الإنسان ويصون كرامته ويجعل من بذل المال والتصدق به عبادة مرموقة جزاؤها نماء المال في الدنيا والجنة في الآخرة.

لقد طال الانتظار وملَّ الصبر من الصبر. وتلك الشهور التي مرت منذ إعصار شاهين كانت كافية ليس لترميم البيوت؛ بل لتعمير بيوت جديدة وبناء مدن نموذجية وإصلاح كل ما أفسده الإعصار شاهين.

والرجل صاحب المحادثة الصوتية يتحدث عن 28 مليون ريال جمعت من أجل إعادة إعمار المناطق التي دمرها إعصار شاهين أو لمساعدة من تضرروا من الإعصار، وضحيّ لا يعلم عنها شيئا.

وهو يبلغكم هنا فقط الرسالة الصوتية التى أطلقها ذلك الرجل ربما بعد يأس وقلة حيلة، وقد أحسن الظن به وطلب منه توصيل رسالته إلى من يهمه الأمر، إن وُجد!

وقبل رمضان أغيثوا ضحايا إعصار شاهين، وإن نسيتم فهذه تذكرة لمن شاء أن يتذكر.. اللهم هل بلغت.. اللهم فاشهد!

الأكثر قراءة