ناصر بن سلطان العموري
من منِّا يجهل فوائد التَّبرع بالدم فهو له فوائد طبية جمَّة ومنها زيادة إنتاج خلايا دم جديدة وزيادة نشاط الدورة الدموية كما يُساعد التبرع بالدم على تقليل نسبة الحديد في الدم لأنه يُعتبر أحد أسباب الإصابة بأمراض القلب وانسداد الشرايين، كما أثبتت الدراسات أنَّ الذين يتبرعون بدمهم مرة واحدة على الأقل كل سنة هم أقل عرضة للإصابة بأمراض الدورة الدموية وسرطان الدم وصحيًا ينصح بالتبرع كل 3- 4 شهور سنويا، والدم بطبيعة الحال يتكون من ثلاثة أنواع كريات الدم: الحمراء، والبلازما، والصفائح الدموية، ولكل فئة استخدامات خاصة على حدة.
وما دعاني لكتابة هذا المقال هو تلكم النداءات المُتواصلة للتبرع والتي تنشر من قبل بنوك الدم تواصلت بعدها مع أحد القائمين على بنك الدم المركزي لاستيضاح الأمر ونحن على أعتاب شهر الخير والبركة شهر رمضان المبارك، والذي يشهد في كل عام انخفاضًا سنويًا يقدر من 40- 60 بالمئة في أعداد المتبرعين، وكون أنَّ التبرع بالدم يتعلق بعمل من أعمال الخير والبر ومن أفضل القربات التي تقدم لله ومن أحسن صنائع المعروف التي يمكن أن يقدمها المسلم لأخيه المسلم؛ بل هي من أفضل الصدقات لما فيها من إنقاذ للأنفس وتخفيف ألمها ورسول الأمة ذكر فضل عيادة المريض فما بالكم بمن يساعد مريضاً ويعينه على الأخذ بأسباب التداوي والشفاء وذلك من خلال التبرع بالدم.
وبنوك الدم المنتشرة في السلطنة تحتاج ما بين 60 -65 ألف وحدة دم سنوياً وبنك الدم المركزي في ولاية بوشر يحتاج وحده نصف هذا العدد نتيجة الضغط الشديد عليه ومن المتوقع خلال السنوات القادمة ونتيجة لزيادة عدد السكان أن يزيد الاحتياج للدم بواقع 45 ألف وحدة دم فالزيادة السنوية لدى بنوك الدم تقدر من 10% إلى 15% وتختلف من سنة إلى أخرى.
الطلب على الدم في ازدياد نتيجة عوامل شتى من أهمها ازدياد حالات أمراض فقر الدم عن السابق والذي تحتاج البعض منها للدم بشكل دوري مثل أمراض الثلاسيميا التي تحتاج بمعدل 2-3 أكياس للدم كل 24 يوماً بواقع 30-40 كيس دم سنويا ناهيك عن بعض أمراض السرطان والتي تحتاج إلى كميات كبيرة للدم وفي غضون أيام قليلة كذلك لا يجب أن نغفل عن الحالات التي تصاب بنزيف أو تلك التي يجرى لها عمليات القلب المفتوح أو الحالات العاجلة والتي تتطلب توفير أكياس الدم بكميات كبيرة قد تصل إلى 150 وحدة دم للحالة الواحدة تصوروا!
هناك ضغط هائل على القائمين على بنوك الدم لزيادة الجهود في تشجع المواطنين والمقيمين للتبرع وبلغ عدد المتبرعين الإجمالي لبنك الدم المركزي بمسقط قرابة 32 ألف متبرع، إلا أنه يقابل ذلك طلب متزايد للدم بما يعني أن الحاجة ملحة لزيادة عدد المتبرعين عن الرقم الحالي لكي يغطي النقص الموجود على الطلب المتزايد.
وعند النظر لشرائح المجتمع بالنسبة لنظرتها للتبرع بالدم فنجد أنها تتوزع على ثلاث فئات الفئة الأولى هي فئة القادرين على التبرع وهم أغلبية المتبرعين والفئة الثانية هم غير القادرين على التبرع لأسباب مرضية لديهم والفئة الأخير هم الممتنعون عن التبرع نتيجة خوف أو رهبة أو معلومة خاطئة عن التبرع تكونت لديهم وهذه الفئة تحديدا من ينبغي التركيز عليها في حملات الدم بحسبة بسيطة تعداد سكان السلطنة يقدر بـ4 ملايين نسمة، فلو افترضنا تبرع من هذا العدد قرابة 100 ألف متبرع لبنوك الدم المنتشرة في السلطنة، فسيكون هناك اكتفاء في وحدات الدم تساعدها لتوفير الاحتياجات العاجلة والمطلوبة.
شهر الخير والبركات شهر رمضان المبارك على الأبواب، فالبدار البدار لعمل الخير وحث الآخرين عليه، ونحن في شهر العطاء... بنوك الدم تناديكم فهلمُّوا استجابةً لقول الله تعالى (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا).
خارج النص
سأتوقفُ عن كتابة المقال الأسبوعي، خلال شهر رمضان المبارك، وسأعاود الظهور إن شاء الله بعد عيد الفطر المبارك.. تقبل الله صيامكم وقيامكم وصالحات أعمالكم. وكل عام وأنتم بخير. ولكم مني خالص الودِّ والتقدير.