"كودا" أول فيلم يُبث عبر الإنترنت يحصد "الأوسكار"

لوس أنجلوس - رويترز

فاز "كودا" وهو فيلم مؤثر تدور أحداثه حول ابنة واحدة تتمتع بحاسة السمع في أسرة من الصم، بجائزة أفضل فيلم في حفل توزيع جوائز الأوسكار الليلة الماضية، في مناسبة شهدت صفعة من ويل سميث الفائز بجائزة أفضل ممثل لمقدم الحفل كريس روك.

وأصبح "كودا" أول فيلم من إنتاج منصة بث على الإنترنت، وهي أبل تي.في+، يفوز بأكبر جائزة في صناعة السينما. وفي لحظة بدت في البداية وكأنها مزحة معدة مسبقا، تقدم سميث إلى خشبة المسرح وصفع روك بعد أن سخر المقدم من زوجة الممثل جيدا بينكت سميث، ولكن سرعان ما أصبح واضحا أن الصفعة كانت حقيقية عندما تبادل سميث، الذي عاد إلى مقعده، كلمات مع روك تضمنت سبابا بذيئا كرره مرتين، مما صدم الجمهور في مسرح دولبي وبعد دقائق، علم سميث أنه فاز بجائزة أفضل ممثل. وفي الكلمة التي ألقاها بعد فوزه، بكى سميث واعتذر للمرشحين الآخرين وأكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، لكنه لم يقدم اعتذارا إلى روك، وتناقضت المشادة مع لحظات السعادة المرتبطة بفيلم "كودا". وعند إعلان فوره بجوائز أفضل فيلم وأفضل ممثل مساعد وأفضل سيناريو مقتبس، وقف جميع الحضور تقريبا وصفقوا بلغة الإشارة. وتفوق (كودا) في منافسة قوية على فيلم (باور أوف ذا دوج) "قوة الكلب" من إنتاج نتفليكس، وهي دراما قاتمة من أفلام الغرب الأمريكي، وأفلام أخرى من شركات الإنتاج التقليدية في هوليوود. وقال المنتج باتريك واتشسبيرجر أمام طاقم الفيلم وهو يقف على خشبة المسرح "أريد حقا أن أشكر الأكاديمية على تقديرها لفيلم عن الحب والعائلة في هذا الوقت الصعب وهو ما نحتاجه اليوم". وعاد حفل توزيع الجوائز الأكثر شهرة في هوليوود إلى شكله المعتاد بعد أن حدت قيود الجائحة من مراسم العام الماضي. غير أن المزاج العام تحول إلى الكآبة بعد صفعة سميث على وجه روك في أعقاب إشارة الممثل الكوميدي إلى فيلم (جي.آي جين) عام 1997، والذي حلقت فيه الممثلة ديمي مور شعر رأسها بالكامل. وكان التعليق موجها إلى زوجة سميث، التي أبلغت مجلة بيلبورد في ديسمبر كانون الأول بأنها تكافح مرض الثعلبة، الذي يمكن أن يسبب تساقط الشعر والصلع. وقال روك بينما ضحك الجمهور الذي اعتقد في البداية أنها مزحة "ويل سميث صفعني للتو". وعاد سميث إلى مقعده وصرخ مرة أخرى قائلا "لا تنطق اسم زوجتي بفمك البغيض". وفاز سميث بجائزة أفضل ممثل عن دور والد أسطورتي التنس فينوس وسيرينا وليامز في فيلم (كينج ريتشارد) "الملك ريتشارد". وفي كلمته خلال تسلم الجائزة، قال سميث "ريتشارد وليامز كان مدافعا شرسا عن عائلته. الفن يحاكي الحياة. أبدو مثل الأب المجنون، تماما كما قالوا عن ريتشارد وليامز. لكن الحب سيجعلك تفعل أشياء مجنونة". وقالت الأكاديمية على تويتر إنها "لا تتغاضى عن العنف بأي شكل من الأشكال". وقالت شرطة لوس انجليس، دون أن تذكر أسماء، في بيان إن المحققين على علم بالحادث، لكن "صاحب الشأن" رفض حتى الآن تقديم بلاغ إلى الشرطة. وفي الجوائز الأخرى، أصبحت جين كامبيون ثالث امرأة في 94 عاما من تاريخ جوائز الأوسكار تفوز بجائزة أفضل مخرج عن فيلمها (باور أوف ذا دوج) "قوة الكلب". وحصلت جيسيكا تشاستين على جائزة أفضل ممثلة عن دور المبشرة التلفزيونية تامي فاي باكر في فيلم (ذا آيز أوف تامي فاي) "عيون تامي فاي".

ودخل الممثل الأصم تروي كوتسور التاريخ عندما أصبح أول أصم يفوز بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم (كودا) الذي يشتق اسمه من الأحرف الأولى بالإنجليزية لكلمات معناها "ابن لبالغين من الصم". ولعب كوتسور دور فرانك روسي والد فتاة كانت مهمتها وهي تكبر أن تفسر كل شيء لوالدها ووالدتها وشقيقها وكلهم صم ولكنها تتوق إلى العمل في مجال الموسيقى.

وقال كوتسور في كلمة ألقاها بلغة الإشارة في أثناء تسلمه الجائزة "أهدي الجائزة لمجتمع الصم ومجتمع "ادوك".  

وفازت ملحمة الخيال العلمي (ديون) "تل من الرمال" بأكبر عدد من الجوائز في الأمسية، حيث حصد الفيلم ست جوائز في فئات مثل التصوير السينمائي والمونتاج. وارتدت تشاستين ونيكول كيدمان ومرشحون آخرون ألوانا مبهجة في حفل حضره 2500 شخص، في تناقض مع حفل العام الماضي الذي أقيم على نطاق ضيق في محطة قطار بسبب الجائحة وبعد ثلاث سنوات بدون مضيف، قدمت حفل الأحد ثلاث ممثلات كوميديات هن آيمي شومر وريجينا هول وواندا سايكس. وقالت شومر ضاحكة "هذا العام، اختيرت ثلاث نساء لتقديم حفل توزيع جوائز الأوسكار، لأن ذلك أرخص من التعاقد مع رجل واحد".

 

تعليق عبر الفيس بوك