واقتربت أجمل أيام السنة

 

سارة البريكية

Sara_albreiki@hotmail.com

 

بقلوب مُطمئنة ونفوس مُبتهجة، نستقبل هذا العام شهر رمضان المبارك بعد أيام قليلة بشوق كبير لكل تفاصيل هذا الشهر الفضيل، وبحب عارم للحظاتٍ نسعد بها وهي للنفس بهجة وراحة وسكينة وأملا.

شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن نعيش روحانياته ونحس باقتراب ساعاته فيارب سلمنا لرمضان وسلم رمضان لنا. هذا العام يأتي هذا الشهر الفضيل ولنا أحباب رحلوا إلى بارئهم ولم يكتب لهم البقاء معنا لنعيش سويًا أجمل اللحظات ولكنه دين علينا ألا ننساهم وأن يبقوا مرافقين لهذه الروح وهذا القلب، ندعو لهم بالرحمة والمغفرة ونبتهل لخالق السماوات العلي القدير أن يتغمدهم الله بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته ويلهمنا على فراقهم الصبر والسلوان.

كنا في صغرنا نفرح إذا سمعنا اسم رمضان ونفكر في أغراضه وحاجياته ونحمل هم تأخر اقتناء أهلنا لهذه الأغراض الجديدة التي نسعد بها رغم أننا لا نعي إلا أنه رمضان ويجب أن نقتني الصحون الجديدة والأطعمة المتنوعة وكل الأطعمة التي افتقدناها طوال السنة تعود في رمضان.

كان حد تفكيرنا الصغير يقول لنا أن نتابع المسلسلات الجديدة ونكرّس وقتًا كبيرًا لها ونقلب التلفاز من محطة إلى أخرى ونسارع بأخذ جولة على جميع البرامج والمسلسلات التلفزيونية لكي لا يفوتنا شيء مع الأيام كبرنا وتغيرنا ورأينا أن الاجتهاد في تربية النفس هو المطلوب، وأن شهر رمضان فرصة عظيمة لا تفوَّت وقد لا تتكرر، لذا وجب علينا اغتنامها بالطرق السلمية والمحافظة على سويعات هذا الشهر الكريم في التعبد والتهجد والذكر والصلوات والنوافل وقراءة القرآن الكريم والتقرب إلى الله عز وجل أكثر وأكثر.

أقفُ أمام وجهه الكريم وأمام بابه الكبير بنفس خاضعة وقلب سليم في صوت المؤذن وهو ينادي لصلاة التراويح وأجواء من الألفة والمحبة والأجواء الإيمانية العطرة بذكر الله إذ يتنافس المتنافسون تلتقي بجارك وزميل لك ونفسك من الداخل مبتهجة لأنك جاهدت نفسك في شهر الخير فكنت كبياض الثلج وأكثر.

لماذا نحن البشر نحدث أنفسنا بأننا سنكون في جميع أشهر السنة كحالنا في شهر رمضان سنبتعد عن سماع الأغاني سنتقرب لله أكثر لكن بعد برهة يفتر كل هذا ومع مقاومة للنفس الأمارة بالسوء نحاول جاهدين ضبط النفس أكثر وأكثر فأحيانا نشد الحبال وتارة نُرخها.

إن الصوم يهذب الأفعال والتصرفات ويحمينا من الانجراف خلف الملذات المؤقتة لنحدث أنفسنا بالخلود في جنة عرضها السماوات والأرض ونتفكر في حال الفقراء الذي لا يجدون ما يأكلونه أو ما يتسحرون به فهذا هو حاصل ولا نعلم أسرار البيوت لذا وجب علينا السعي خلف المُتعففين الذين يستحون مد أيديهم لنيل يد العون والمساعدة ووجب أيضاً أن نرى بعين الشفقة تلك الأيدي العاملة والأخذ بها لا بل تقليل ساعات الدوام في أماكن البناء وحفر الآبار والأعمال الشاقة التي تتطلب من الإنسان جهدا بدنيا ولا يستطع تأديتها إلا وهو بكامل نشاطة البدني والفكري، فلنرحم من في الأرض ليرحمنا من في السماء لنقلل ونقلص ساعات العمل وعدم السماح للصائمين بالعمل تحت الشمس المتعبة فنحن عندما يفطر عامل نكون مسؤولون ومحاسبون أمام الله عنه فكيف بمئات العمال من العمالة الوافدة الذي يعملون في البناء تجدهم غير صائمين فمن المسؤول الأكبر عن هذا الحال إلا المسؤولين عن ذلك العمل.

فلنتفكر في حال الفقراء في بلدنا ثم في الدول الأخرى ونحاول حل جميع المشكلات الاقتصادية لتفادي هكذا حال في أفضل شهر، ألا وهو شهر رمضان المبارك.

كلمة أخيرة..

فلتتصافى النفوس ولنأخذ هدنة ولنعد جميعًا إلى الله بقربنا من أهلنا وذوينا وعدم افتعال المشاكل وعدم الحسد والحقد والكراهية فلن يبقى كل ذلك ولن يخلف إلا الدمار الشامل في الدنيا والآخرة.