وجه سليمان.. وتدخل قوي

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

 

عندما كانت الشعوب تقوم على التكاتف والتعاضد والإخاء والتعاون كان هناك شعب أبي لا يتعب ولا يتخاذل شعب يقدم أكبر ما عنده بالقول والفعل والعمل والعطاء هكذا كان ذلك الشعب قويا عظيما بإرادة أبنائه وتماسك بناته وتراحم أبيه وحنان أمه.

كان شعباً يشار له بالبنان فهو لا يؤمن بالمستحيلات ولا يؤمن بالأرقام الكبيرة أنها خيالية ولن نستطع بتكاتفنا إيجادها، ولكن مع حالة الطفل سليمان شفاه الله تجد أن أبناء وبنات عُمان شبابها ورجالها ونساءها وقفوا كالبنيان المرصوص يشد بعضهم بعضاً فكانت الأرقام في تصاعد والعطاء يكبر.

منذ أن طُرحت الحالة علمتُ أنها لن تستمر لأكثر من أسبوع لأنني واثقة بعطاء أبناء عُمان وقوة إرادتهم وتحديهم وتحملهم الصعاب وتكاتفهم لم يهتموا للمال أو لكبر العدد المطلوب وإنما كانت في الدرجة الأولى جل اهتماماتهم شفاء سليمان وإيجاد إبرة الحياة له فهنا في عُمان ننقذ روحًا واحدة لكي تعيش بصحة وعافية وتنعم بحياة سعيدة وحياة طبيعية كباقي الأطفال، وهناك في غزة تموت الأرواح في تدافع كبير وتزايد أكبر ليس لأنهم أرادوا ذلك ولكن لأن لا حول ولا قوة لهم فمن لهم بعد الله ولكن جيش الله العظيم قادر على إنقاذهم ولكن رب ضارة نافعة والخير يكمن في بطن الشر.

إن منصات التواصل الاجتماعي كان شغلها الشاغل الحالة الإنسانية التي تحتاج لأهل عُمان وأهل الخير والعطاء أهل الكرم، فما كان منهم إلّا الوقوف بالمساعدة كل حسب إمكانيته وكل حسب عطائه، لكنني وأنا أتصفح آخر المستجدات وجدت أن المبلغ المطلوب قد اكتمل بتعاضدنا وتكاتفنا وقوتنا؛ حيث إن هذا الشعب العظيم كان قادرًا بقوة على تحطيم الرقم المطلوب بأقل وقت ممكن وحدث ذلك والمفاجأة الجميلة والعظيمة والمقدرة أن سلطان البلاد المفدى يقف وقفة شامخة ويأمر بمساعدة مالية لعلاج الطفل سليمان شفاه الله.

إن ما أود أن أطرحه هنا وما يجوب في داخلي سؤال واحد ما الذي يجعلنا نصل إلى هذا الحال ولماذا لا توجد هناك بنود وقرارت معروفة وموثوقة في أي حالة من الحالات المرضية والتي تستدعي التدخل السريع ووقوف الدولة معها!

المواطن بطبيعة الحال لا يستطيع أن يدفع تكاليف علاج ضخمة ولا يمكنه لو أنفق ما أمامه وما خلفه لأن المواطن دخله محدود فمثل هذه الحالات تستدعي التدخل السريع والوقوف العاجل من قبل سلطنتنا الحبيبة والمساهمة بعلاج أي حالة أخرى تستدعي تدخلًا سريعًا.

إن تلاحم وتعاضد وتكاتف أبناء عُمان جعل منها قدوة حسنة في التعاون والتراحم والإباء وأن مساهمتهم الفعالة في التدخل السريع لا تنسى فكل شخص فعل ما بوسعه للعلاج.

شكرًا وشكرًا لكل من وضع إعلانًا أو روج بطريقته الخاصة لوصول حالة الطفل سليمان للناس، فلولاكم لما عرف الجميع، ولما ساهم الجميع، فأنتم كنتم سببًا بعد الله لنجاح منظومة التعاون، فكلنا جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وكنتم الرقم الصعب الذي يعد جيشًا لدولة كبيرة تنعم بالرخاء يعمها السلام وتسعد بتقديم الخير وتقدمه بحب.